م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. مشروع «نيوم» هو برهان ودليل قاطع على أن بلادنا ناهضة.. ومجتمعنا فتي.. ودولتنا دولة مؤسسات.. معارفها متراكمة وإجراءاتها متصلة ونظامها متطور.. وأن اللاحق يؤسس ويبني على فكر السابق دون حساسية أو جفاء.
2. مشروع «نيوم» حلم لا يأتي به إلا الحالمون.. ولا ينجزه إلا الخارقون.. استبشر الجميع خيراً حينما تحدث ولي العهد عن موقع مدينة «نيوم» في منطقة تبوك.. وكيف أنها منطقة يمكن أن تكون بوابة أو قنطرة إلى المستقبل المنظور.. وما نبنيه فيها سيكون لأبنائنا وأجيالنا القادمة.. تتيح لنا أن نرى العالم من خلال تلك البوابة.. وأن نعرف كيف نتعامل معه بمفاهيمه وأنظمته وقوانينه.. وأن نستفيد من المنطقة في جذب المستثمر الأجنبي فنكسبه صديقاً دائماً ما دامت مصلحته وفائدته تحت أيدينا.. إضافة إلى استعادة رؤوس الأموال السعودية المهاجرة.. ثم توسع الأمير في حلمه وهو الاستثمار في روائع ما وهبه الله لبلادنا من جمال الطبيعة في تلك المنطقة وما تحويه من كنوز الآثار وعمق التاريخ.. لبناء صناعة سياحية تبدأ من «حقل» وتنحدر جنوباً بمحاذاة شاطئ البحر الأحمر.
3. ذات الحلم مارسه قادتنا في سبعينيات القرن الماضي وحققوه في مدينتي «الجبيل» و»ينبع» الصناعيتين.. كان حلماً عزيزاً في وقت كانت موارد الدولة فيه محدودة.. والأمية في المجتمع عالية.. وهيكلية العمل في الحكومة في طور التأسيس.. فتعالت الأصوات آنذاك بالمطالبة بالكف عن الأحلام والعودة إلى أرض الواقع.
4. واليوم يعلن ولي العهد عن البدء بالمشروع الذي لا مكان فيه إلا للحالمين.. ومن ذات المنبر يعلن - والمجتمع السعودي من ورائه - أنه لا يريد أن يصحو بعد خمس عشرة سنة من الآن لنرى أننا فوتنا الفرص التي بين أيدينا.. كما أعلن أنه لن يقف في طريق تنفيذ هذا الحلم أي عائق وسيتم التعامل معه بحزم في مكانه.
5. مدينة «نيوم» الحلم لها خصائص فريدة.. فهي تربط قارتين والقارة الثالثة على مرمى حَجَر.. وسوف تمتاز بنظام عمل مستقل يصب تجاه تحفيز الاستثمار وبالذات في القطاعات التسعة المحددة في مشروع «نيوم».. ومن ذلك مشاركة المستثمرين في وضع وصياغة الأنظمة والتشريعات.. كما سيحظى المستثمرون بدعم تمويلي لإقامة المشاريع التي تخدم أهداف المشروع.
6. منطقة تبوك باستكمال مشروع «نيوم» ومشاريع البحر الأحمر ستكون بمثابة كاليفورنيا الجزيرة العربية.. فألف مبروك للوطن.
7. هذا المشروع أطلق لينجح.. فبسم الله نبدأ.