د.عبدالعزيز الجار الله
بلادنا من الدول التي تأثرت بالميل الجغرافي والحضاري والتنموي وأثر على حياة وأنماطها السكانية والاجتماعية والاقتصادية والتنموي:
أولاً: الميل الجغرافي للجزيرة العربية من الغرب إلى الشرق بسبب ميل سطح الجزيرة وانحداره إلى الشرق يتدرج السطح من المرتفعات الغربية، ثم مرتفعات الهضاب والرمال في الوسط، يليها منخفضات السهول والسهوب باتجاه شواطئ الخليج.
ثانياً: الميل الديني والحضاري التاريخي من الشرق إلى الغرب، حيث تتجه أفئدة أبناء الجزيرة جميعاً إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ثالثاً: الميل الثالث التنموي الحديث من الغرب إلى الشرق بدأ باكتشاف النفط عام 1938 في شرقي السعودية بعد الحرب العالمية الأولى، وتدفقت آبار النفط بشحناتها الاقتصادية إلى دول العالم لتنقلنا -بحمد الله- إلى مرحلة تنموية غيّرت وجه جزيرة العرب بكل دولها السعودية والخليج.
رابعاً: الْيَوْمَ تشهد بلادنا المرحلة الرابعة من الميل باتجاه الغرب حيث البحر الأحمر المدن الساحلية والموانئ والاستثمارات والحلم القادم من البحر الأحمر ومدنه العامرة.
هي ليست الرحيل من الشرق إلى الغرب لكنه تحرر من أن يكون النفط المصدر الوحيد لاقتصادنا، والرغبة في تنويع المصادر ودخولات الدولة والأفراد، وفتح فرص جديدة في بحر تطول شواطئه إلى حوالي 2600 كيلومتر داخل بلادنا ويكاد يكون خالصا لنا في شواطئه الشرقية باستثناء الجزء السفلي لليمن وحيّز صغير في رأس خليج العقبة للأردن، وتبلغ جزره (1150) جزيرة ومن جزره جزيرة فرسان تبلغ مساحتها (380) كيلومتراً مربعاً، وهي بمساحة دولة، وعلى شواطئ خليج العقبة الشرقية تقام مدينة (نيوم) بمساحة تتجاوز 26000كم مربع وهي أيضاً بمساحة دول، وعرض البحر الأحمر (400) كيلومتر وكله خزائن، إذن نحن أمام كنز طبيعي تتعدد فيه الموارد والمشروعات الاقتصادية، ولم يتبق سوى المزيد من إعادة بناء الموارد البشرية بالتأهيل والتدريب والتكثيف في خوض غمار أعمال المؤسسات والشركات، والانتقال إلى الخصخصة الآمنة مع ضمان احتفاظ العاملين في وظائفهم والعمل على تطويرهم.