الدمام - عبير الزهراني:
أكد اقتصاديون لـ«الجزيرة» أن طرح مشروع «نيوم» سيسهم في تطوير سوق المال السعودية ويعزز انفتاحها على أسواق المال العالمية وزيادة عمقها من خلال احتوائها على نوع جديد من الشركات. وقال المحلل المالي بندر الأحمد: طرح المشروع في الأسواق المالية فكرة ممتازة وتتمتع بمزايا كبيرة منها فتح الباب لكافة شرائح المستثمرين، خاصة الصغار منهم للاستفادة من هذه الفرصة الاستثمارية المميزة. فالإدراج لا يتطلب مبالغ ضخمة للاستثمار ويمكن لأي شخص المساهمة والاستفادة من الفرصة. كما أنه سيسهم في تطوير سوق المال المحلية ويعزز انفتاحها على الأسواق المالية الأخرى وزيادة عمقها من خلال احتوائها على نوع جديد من الشركات التي تساهم في جذب الانتباه للسوق بالإضافة إلى تلبية رغبات فئة معينة من المستثمرين الذين يقتنعون بهذا النوع من الاستثمار، لكنهم لا يستطيعون الدخول فيه بإمكاناتهم المحدودة. وأضاف الأحمد: سيكون هناك إقبال كبير جداً على الاكتتاب في المشروع سواء من المستثمرين داخل المملكة أو من خارجها متمثلاً في البورصات والهيئات الاستثمارية العالمية، خصوصاً وأن المشروع مملوك بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة مما يعطي الثقة للجميع بالدخول في هذا الاستثمار.
وقال الاقتصادي فضل البوعينين: نيوم مشروع طموح سيعيد رسم المستقبل وفق رؤية حالمة غير أنها قابلة للتطبيق. وأضاف: بناء مدينة من العدم أمر يسمح بتصميمها وفق النموذج الأمثل. وبالتالي سيكون تصميم المدينة متوافقا مع المستقبل ومتطلباته التقنية. كما أن وضع الأنظمة الخاصة بالمدينة والمتوافقة مع مكوناتها والسماح للمستثمرين بالمساهمة في تشكيل النظام العام للمدينة من الأدوات المحفزة للاستثمار فيها والداعمة لنهضتها. وذكر البوعينين أن السعودية ومن خلال رؤية2030 تسعى لإنشاء مدن يمكن أن تصنف ضمن الأفضل عالميا؛ وبالتالي نجد أن نيوم هي استكمال لمدينة القدية ومشروع البحر الأحمر والفيصلية وهناك مدن أخرى قادمة. ولا شك أن تأكيد سمو ولي العهد على أن جميع المناطق ستحظى بمشروعات تنموية ضخمة على غرار نيوم أمر مفرح ويبعث على التفاؤل.
وأشار البوعينين إلى أن موقع المشروع الاستراتيجي سيربط قارات العالم وسيسهم في دعم اقتصادات الدول العربية ويحقق التكامل الأمثل بينها. والانتقال إلى مرحلة المدن الذكية تشكل بداية لتحول شامل في التنمية النوعية للمملكة. كما أن الشراكات العالمية في المشروع تترجم أهمية العلاقات المؤثرة في قطاع الاستثمارات التي يقودها بكفاءة ولي العهد.
من جهته قال الدكتور عبدالله المغلوث إن طرح «نيوم» في الأسواق المالية هو خطوة نحو تعزيز اقتصاد المملكة الذي بموجبه ترجع جزء من السيولة إلى أصحاب المشروع وهو الصندوق السيادي التابع للحكومة السعودية، كما أن الطرح في الأسواق العالمية يعزز الثقة في مثل هذه المشروعات المبتكرة والنوعية، مشيرا إلى أن نيوم سيحدث طفرة اقتصادية ليس على المستوى المحلى والإقليمي بل على مستوى الدول التي ساهمت شركاتها بالاستثمار فيه. وأضاف: فِي اعتقادي أن البورصات العالمية مثل نيويورك ولندن وطوكيو وبكين ودبي وسنغافورة وموسكو سيكون لها نصيب في هذا الطرح وأن حجم المبلغ الذي سيجمع من الطرح لن يتبين لنا الآن إلا بعد تقديم حجم المشاريع المنفذة أو التي ستنفذ وهذا سيتضح لاحقا عندما يبدأ الصندوق السيادي الممول للمشروع في الاكتتاب.