سمر المقرن
في الحقيقة لم أفهم كيف لرجل أن يقوم بترتيب رحلة مع زوجته وأطفاله إلى ولاية فلوريدا في أمريكا، بهدف الترويح عن عائلته، وقد خسر بلا شك مبلغاً كبيراً لهذه الرحلة، ثم تنقلب السعادة رأساً على عقب، ويصبح سجيناً في ميامي بتهمة تعنيف زوجته التي سمع صراخها الفندق فطلب لهما الشرطة، والآن الزوج في سجون أمريكا بل وظهر على القنوات ووسائل الإعلام بصورته واسمه وتشهير غريب لا يتفق مع أدنى معايير حقوق المتهم أياً كانت جريمته، بل وهذا يحدث في بلد حقوق الإنسان!
الذي أفهمه أن الرجل الذي يُمارس العنف لا يبحث عن أية أفكار أو عمل برامج سياحية للترويح عن ضحاياه! وفي القصة التي رويت على لسان الزوجة أنها استيقظت من النوم ووجدت آثار الضرب على جسدها، الغريب هنا متى حصل الضرب ولماذا لم تصرخ وقت الضرب؟ وكيف صار الصراخ في اليوم التالي للضرب؟ وهل الشخص الذي يذهب لرحلة سياحية يصطحب معه سوطاً للتعنيف؟
أنا شخصياً لست مع طرف أو آخر بل إنني دائماً في صف المرأة، إنما هنا أرى شيئاً مختلفاً وأحاول قراءة هذه الحكاية غير المنطقية كما ظهرت إعلامياً. وإن كنت أرفض العنف أياً كان شكله ولو صدر فليس هناك ما يبرره، لكن هناك خفايا في سياق الحكاية عجزت عن استيعابها، وأخشى أن يكون هذا الرجل ضحية لمؤامرات تستهدف بناتنا ونسائنا لاستخدامهن كسلاح مسلط على مجتمعنا.
عموماً ظروف القصة والأحداث غير واضحة، ولم يظهر من وسائل الإعلام بالذات الأميركية سوى هجوم على ذلك الرجل والتشهير به، ولم نسمع منه أي رد أو توضيح لتكتمل أركان القصة بسماع جميع الأطراف.
من وجهة نظري الشخصية لا يوجد رجل معنف يدفع أموالاً طائلة ليصطحب أسرته إلى أبرز وأغلى المعالم السياحية، لأن طبيعة الرجل المعنف تتسم بالأنانية فالأولى أن يذهب مع أصدقائه في رحلة كهذه ولا يفكر بأسرته. أضف إلى ذلك، أن المرأة إن كان يعنفها زوجها كيف تأمن على نفسها السفر معه إلى أقصى بقاع العالم لتحصل الفضيحة ويزج به في سجون ليس لها قاع، كان الأولى حل مثل هذه المشاكل بعيداً عن هذه الدائرة التي ليس لها نهاية، حلها داخل نطاق الأسرة، بل والأولى أن لا تبقى المرأة مع رجل يعنفها، وأن تنتهي العلاقة بسلام بدلاً من أن تصل إلى هذه المرحلة. وقد نشأنا على أن المرأة العاقلة تحفظ زوجها وإن كانت لا تريده فلتفارقه بإحسان، حتى وإن كان رجلا لا يستحق أو مليء بالعيوب والسلبيات، فعلى الأقل تصون أولاده وسمعتهم من سمعته!