فوزية الجار الله
مررت بمسيرة كتابية على مدى زمني لابأس به، طويل في عمر الفرد، قصير في عمر الدول وفي عمر الأرض، لايعد شيئاً في تبدل الأكوان وتعاقب الزمان.
خلال هذا الزمن رأيت الكثير وعلمت الكثير مما يحدث في أروقة الصحافة والإعلام على المستوى المحلي و العالمي، علمت أيضاً مايعانيه الكتّاب الواضحون الصادقون المخلصون لكلماتهم الراكضون دوماً مابين الحرير والنار أؤلئك الماضون بلا كلل أو ملل في بلاط الكتابة..
أصبحت أميز جيداً بين الكاتب المستجد والآخر العتيد، الأول لديه حماس شديد لإثبات نفسه، وهذا أمر طبيعي، غالباً تجده يكتب في كل شيء حتى يكاد أن يتحدث مطولاً عن تعليمات مكتوبة على ملصق ظاهر على علبة الفاصوليا أو الفول، والكاتب الآخر ذو الخبرة المحنك الذي يتأنى كثيراً، يحاور ويناور لأجل الالتحام بفكرة ما والدخول إليها بأقصى مايمكن من استعداد فكري وروحي.
وفي هذا السياق ثمة أسئلة تطرح ذاتها، هل من المعيب أن يكتب الكاتب عن ذاته وعن قضايا تخصه؟! وهل ثمة كاتب استطاع فصل ذاته بشكل مطلق عما يكتب وأيهما أكثر نجاحاً من يضع شيئاً من مشاعره وأهوائه وأحلامه ضمن كلماته أو من يتحدث عن كافة الأمور والمشكلات والقضايا إلا مايخصه ؟
الحقيقة أن فصل الإبداع عن شخصية الكاتب تماماً أمر مستحيل فالكتابة تعتمد على أركان هامة هي الحواس والثقافة والاطلاع والتجربة، أن ترى أن تسمع، تتواصل، تطوف أرجاء المدينة وتنتقل هنا وهناك إلى فضاءات أخرى ومن ثم تهرع إلى تسجيل وتدوين مشاهداتك وتطلعاتك بإحساسك أنت.. إذاً لايوجد فصل تام.. على أدنى تقدير هناك رؤية خاصة مهما بلغت موضوعيتها إلا أنها نابعة من ذات الكاتب..
** طافت بذهني كافة هذه الخواطر وأنا أقرأ عنواناً يقول ( جيف بيزوس ) أغنى رجل في العالم.. ولد جيف في عام 1964م وقد قام بافتتاح شركة أمازون رسمياً في عام 1995م حيث حققت الشركة مبيعات هائلة عبر الولايات المتحدة خلال 60 يوماً وصلت إلى 80 ألف دولار شهرياً، وخلال سنوات توسعت الشركة لتصبح عملاق التكنولوجيا الذي غير الطريقة التي اعتادها العالم للتسوق.. وقد وصل بيزوس إلى المركز الأول في قائمة أغنياء العالم حيث بلغت ثروته 91.9 مليار دولار متفوقاً بذلك على «بيل جيتس».. هدف الشركة الأساسي التسويق عبر الانترنت، تذكرت أنني تعاملت مع هذه الشركة أثناء تواجدي للدراسة في بريطانيا فترة من الزمن وقد كان أبرز ماطلبته عن طريقهم بعض الكتب، تقوم الشركة بتسويق الكتب الجديدة والمستخدمة معاً يومها أدهشتني كثيراً دقة مواعيدهم والمستوى الراقي للخدمة المقدمة لعملائهم، كانت أياماً جميلة لاتنسى.. سقى الله أيام « أمازون»؟