غسان محمد علوان
يعيش الهلال حالة من النضج الكروي أثارت إعجاب المتابعين بشتى أطيافهم وميولهم. فالهلال وبعد توفيق الله، قام بتنفيذ المعادلة السهلة الممتنعة. استقرار مالي، استقرار فني، استقطابات مميزة محلياً وأجنبياً جعلت الفريق لا يتأثر بسهولة عند غياب أي عنصر لإصابة أو إيقاف.
هذه المعادلة يجب أن يعيها الجمهور الهلالي قبل غيره، ليزرع الثقة في فريقه ولاعبيه وهو يستمر في سعيه الحثيث لحصد الألقاب محلياً وخارجياً. فها هو الفريق في النهائي الآسيوي الكبير، وها هو أيضاً في المركز الثاني في الدوري بفارق الأهداف فقط عن المتصدر مع بقاء مباراة مؤجلة لصالحه.
هذا النضج الذي يعيشه الفريق يجب أن يوافقه نضجٌ جماهيري دعماً وحضوراً وثقةً وحتى انتقاداً.
فليس من المنطقي أن يتم التركيز فقط على السلبيات التي لا بد أن توجد مهما بلغت من الإتقان، فالكمال لله وحده. ويتم تجاهل كل تلك الإيجابيات بحجة الخوف على الفريق. فهذا الأسلوب لا ينتج عنه سوى الإحباط للاعبين وإدارتهم ومدربهم.
فالبعض عندما يستعرض مسيرة أوراوا الياباني يبدأ بالانتفاض رعباً، ويبحث عن كل مزايا الفريق ليثبت أنه فريق لا يقهر ولا يمكن هزيمته، والدليل على ذلك أنه حتى وإن خسر ذهاباً فهو قادر على العودة إياباً. ثم يتجاهل في نفس الوقت استعراض مسيرة الهلال التي لم تشهد أي خسارة طوال مراحل البطولة، وقدرته على العودة بالنتيجة في كل مرة يتأخر فيها. فالتوازن في الطرح والانتقاد، هو السبيل الوحيد لمعرفة موقعك من المنافسة والجاهزية. فلا إفراط في تفاؤل يُفضي للاستهتار، ولا تفريط في الحذر يجعلك ضحية سهلة لمنافسيك.
ما أثار قلق المتابعين وخصوصاً بعد لقاء النصر الذي انتهى هلالياً بفارق قليل، لا يعكس إطلاقاً تلك السيطرة الزرقاء الكاملة على مفاصل المباراة، هو قلة التسجيل مقارنة بعدد الفرص والاستحواذ. فالفريق يستحوذ ويصل لحدود التسجيل، ولكنه يكتفي فقط بما يضمن له الثلاث النقاط. هذه الطريقة وإن نجحت لأكثر من مرة، فهي سلاح ذو حدين متى ما كانت في لقاءات الذهاب والإياب. فلكل هدف وزنه، وليس كل انتصار يشابه انتصارات أخرى.
لذلك يجب على الجماهير أن تثق بفريقها أنه استعد بالشكل الأمثل لجميع اللقاءات والمنافسات، وأن هذا الاستعداد يعني أن تكون الأقرب وبشكل كبير جداً على حصد الألقاب ولا يعني ضمانها، فالتوفيق من عند الله وحده لا غير.
فكما قامت إدارة وجه السعد الأمير نواف بن سعد، وكما قام الجهاز الفني بقيادة دياز بدوره، قوموا بدوركم دعماً وتحفيزاً وحضوراً، لتكونوا عوناً للاعبيكم لتتحقق أحلامكم و أحلامهم سوياً.