«الجزيرة» - خاص:
كشفت شركة إيسوزو موتورز عام 2017، عن أن حجم مبيعاتها بالسوق المحلية السعودية يمثل أكثر من 60 بالمائة من إجمالي مبيعاتها بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أن المملكة تحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.
كان هذا مؤشراً على رضا العملاء؛ شركات وأفراداً في المملكة عن أداء هذه العلامة في عالم السيارات، ولم تكد تنقضي أعوام معدودة حتى كتبت إيسوزو موتورز الفصل الأول من فصول حضورها بما تمتلكه من خبرات شركة عريقة، وتكنولوجيا عالية إلى أرض المملكة، حيث افتتحت أول مصنع متكامل لإنتاج سيارات وشاحنات النقل الخفيف والمتوسط والثقيل في المدينة الصناعية الثانية بالدمام، متخذة من أرض المملكة العربية السعودية، قاعدة لها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ووسط وجنوب غرب آسيا، تحت مظلة شركة «إيسوزو موتورز إنترناشونال» بدبي، الموزع الإقليمي في دول المنطقة المشار إليها.
يقول وليد النوباني نائب الرئيس في إيسوزو الشرق الأوسط إن العلاقات السعودية اليابانية ترتبط، فضلاً عن وشائج التقدير والمحبة بين البلدين الصديقين، بتبادل اقتصادي قوي ومصالح مشتركة، «إذ تعد اليابان أحد أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية، من هنا يأتي دور مصنع إيسوزو في المنطقة الشرقية، حيث أنشئ عام 2012 على 120 ألف متر مربع، في تزويد السوق المحلية بمنتجات إيسوزو خاصة شاحنات إيسوزو الخفيفة والمتوسطة، ومما لا شك فيه أن السعودية تعد أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما دفع شركة إيسوزو للاستثمار في المملكة على الصعيدين التقني والبشري».
* اليوم بعد ما يقرب من عقد على إنشاء مصنع إيسوزو بالمنطقة الشرقية.. كيف تنظر إلى أبرز ما تحقق خلال تلك السنوات؟
نحن نعد أنفسنا شركاء تنمية هنا في المملكة أكثر من كوننا لاعباً اقتصادياً، فلقد بدأنا في إيسوزو موتورز رحلتنا مبكراً هنا في المملكة، مسيرة تعزيز حضور المملكة بوصفها قوة صناعية محورية في المنطقة، ومالكاً رئيساً من حصة تكنولوجيا صناعة السيارات، بحكم امتلاك إيسوزو موتورز الشركة الأم رصيدا هائلا من التقنية الحديثة، فلك أن تتصور حجم التحديث التقني في إيسوزو فقط بإلقاء نظرة يسيرة على التقنيات المستخدمة في خطوط الإنتاج في مصنع فوجيساوا الذي أنشئ عام 1961 على مليون متر مربع، حيث مراكز التجميع لأكثر من 450 سيارة ينتجها المصنع في اليوم الواحد من دون الحاجة لأيدٍ عاملة، معتمداً على الروبوتات بنسبة تصل إلى 80 في المائة. هذا يعني أننا أمام معقل كبير لتقنية هائلة تقف وراء مصنع الشركة هنا في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى الهدف الرئيس لإيسوزو موتورز الذي يعد ركيزة أساسية في برامج المسؤولية الاجتماعية بالشركة يتركز في توطين صناعة السيارات في المملكة، من خلال استقطاب الطاقات الشابة من أبناء المملكة لتدريبهم ومن ثم توفير الفرص الوظيفية لهم هنا في إيسوزو موتورز بجميع قطاعاتها.
* فيما يخص استقطاب الشباب وتدريبهم في قطاع تصنيع السيارات لديكم.. نود الوقوف على آلية هذا التدريب؟
حرصت إيسوزو على تدريب الشباب من خريجي المعهد السعودي الياباني للتدريب وخريجي الكلية التقنية وكلية الجبيل الصناعية والمعهد المهني للتدريب، كما يتم إلحاق المهندسين السعوديين للإنتاج بزيارات دورية إلى اليابان للوقوف على مستجدات الصناعات الحديثة.. يجري هذا كله تحت مظلة برامج المسؤولية الاجتماعية التي توليها إيسوزو الاهتمام الكبير في جميع عملياتها حول العالم، يتجاوز ما يحصلون عليه من تدريب هنا في مصنع الشركة بالمملكة إضافة إلى إرسالهم إلى مقر الشركة الأم باليابان ليتلقوا دورات تدريبية عالية الكثافة والتطور هناك في مصانع الشركة، فلدينا برنامج يهدف إلى استقطاب الشبان السعوديين العاملين في مصنع إيسوزو بالمملكة للتدريب في مصانع الشركة في اليابان على التقنيات الجديدة في صناعة السيارات كما يوجد مهندسون يابانيون متمركزون في المصنع الذي يقوم بالتدريب على العمل.
وتتبنى إيسوزو خطة طموحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 حسب توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- من أجل مخرجات تسهم في نمو الاقتصاد السعودي غير النفطي، وتتركز بالأساس في الموارد البشرية التي تعد رأس المال الحقيقي لأي بلد يتطلع إلى النهوض باقتصاده، وانطلاقاً من فكر الشراكة الذي تنطلق منه إيسوزو موتورز هنا في المملكة، فالتدريب، والتعليم، وبناء القوى البشرية السعودية بالنسبة إلينا أولوية رئيسة، وفلسفة عمل نمارسها عن قناعة وثقة».
* هذا من جانبكم.. وماذا عن جانب الشبان السعوديين الذين التحقوا بالشركة؟ وإلى أي مدى كانوا متعاونين معكم لتحقيق هذا الهدف؟
جدية الشباب السعوديين وحرصهم على التعلم واكتساب الخبرة والمهارات اللازمة لصناعة سيارات ناجحة، أمر يستحق وقفة شكر وتقدير لهم، فالشبان السعوديون في مصنع إيسوزو موتورز السعودية قدموا مثالاً حياً في الالتزام والرغبة العملية الجادة في تطوير قدراتهم، وأبرزوا إرادتهم على التغيير وحبهم للعمل على نحو يثير الإعجاب والاحترام، ولعله يتوجب علي أن أشير هنا إلى أن مصنع الدمام في بداية إنشائه كان يعاني شحاً في الأيدي العاملة الوطنية المدربة، لكن خطط الشركة الكبيرة لاستقطاب الأيدي العاملة السعودية وتدريبها أثمرت على نحو باعث على التفاؤل، فعلى مدار سنوات يسيرة تمكنّا من تنفيذ برامج تدريبية مكثفة عالية الجودة، وكانت استجابة الشبان السعوديين المنخرطين فيها عالية ومبشرة، فجاءت النتائج فوق توقعاتنا، واجتاز الشبان السعوديون البرامج التدريبية بنجاح واقتدار، ولم تكد تمضي سنوات يسيرة حتى ارتفعت نسبة السعودة في المصنع إلى مستوى مبشر فاق النسبة المعيارية المستهدفة من قبل وزارة العمل في المملكة، إذ ارتفعت نسبة السعودة في المصنع إلى أكثر من 37 في المائة، ونحن فخورون بتحقيق النطاق البلاتيني للسعودة في المملكة، في وقت حققت فيه هذه النسبة مستوًى مرتفعاً من الجودة والإتقان والتدريب المستمر في مرافق الشركة الأم باليابان، الأمر الذي عزز مبيعات الشركة، وزاد الإقبال على منتجاتها، ما زاد من الطلب من قبل كبريات الشركات في المملكة على منتجاتنا.
* ما أبرز القيم التي ترسخ حضور علامة إيسوزو في المملكة الشرق الأوسط؟
أتصور أن خدمات ما بعد البيع ركيزة أصيلة لنجاح أي شركة، فهي تبني جسراً من الثقة والصداقة بين العميل والشركة التي تقدم له المنتج الذي سيحرص على شرائه فيما بعد ويوصي به الآخرين، أو يحذر منه في حال عدم رضاه عن أداء الشركة، وفي تقديري هذه إحدى نقاط القوة الكبيرة في أداء إيسوزو موتورز، وتتجسد في التزامها بإمداد جميع عملائها بخدمات ما بعد البيع المتعددة من خلال إيسوزو موتورز إنترناشيونال، من أجل رفع منظومة النقل في الشرق الأوسط إلى مستوى وبعد جديدين.
* ماذا عن الطاقة الإنتاجية لمصنع إيسوزو بالمنطقة الشرقية والدول التي يغطيها إنتاجه في المنطقة حتى الآن؟
حتى الآن، وفي ظل الطلب المتنامي على منتجاتنا من قبل الشركات والأفراد داخل المملكة، فالمصنع يركز بالأساس على الوفاء بالتزاماته في الداخل ليغطي السوق المحلية؛ لكننا نتوقع ألا ينتهي العام 2018 إلا ومصنع إيسوزو في الدمام بالمنطقة الشرقية يكون قد بدأ تصدير منتجاته إلى البلدان المجاورة وإفريقيا.
* * *
ومضة
إيسوزو تعلن طرحها شاحنات تعمل بالغاز الطبيعي
أعلنت شركة إيسوزو موتورز إنترناشيونال، في خطوة منها نحو استثمار جديد التكنولوجيا، ومن أجل أداء اقتصادي للوقود، طرحها شاحنات تعمل بالغاز الطبيعي يتوقع أن تغزو أسواق الشرق الأوسط وتصل إلينا هنا في المملكة في القريب العاجل. وستكون شاحنات الغاز الطبيعي أحد أفضل الحلول لحماية البيئة وتقليل تكلفة الطاقة.
ولعله من الضروري أن نعلم بشأن هذه الشاحنات، التي تتوافق مع التوجه العالمي لخفض الانبعاث الحراري وتقليل نسبة التلوث، وبحسب وكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن شاحنات الغاز الطبيعي ستمهد الطريق نحو تخفيض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالشاحنات التي تعمل بالديزل. أيضاً يسهم هذا التوجه البيئي الجديد في تخفيض تكلفة التشغيل على مستوى شركات النقل بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالشاحنات التي تعمل على الديزل. وتتوقع شركة إيسوزو تحقيق نمو سنوي في مبيعات هذا الجيل الجديد من شاحنات الغاز الطبيعي.