د. خيرية السقاف
بعض المواقف تتلاشى في التذكر
ليس لأنها باهتة بشكل كاف
ولا لأنها كالثلج لا تتمدد
ولا هي عابرة بما يدهش
ربما لأنها طاغية بما يكفي
تطمس بؤرة وضيئة في الذاكرة
تلك التي تشرع نوافذها على المروج, والحلم, والفرح, والأمل
هذه المواقف ليست بمكان في هذا البراح..
لذا توغل في التلاشي
وربما في الركون كالبركان
لكنها تطفر فُجاءة عندما تتدفق حِممه ذلك البركان الكامن
فيلقي بأتونه..
يشعل صمتها, يشحذ حضورها
مع أنه يحرق العشب، والمرج، وجدول النهر..
ويقضُّ جذع الشجرة!!..
الجزيرةالجزيرةالجزيرة
الجاهليُّ, يسقط عن ذاكرته غضبه, ونزواته حين يغير في الظلماء
ينهب, يتربص, يغتال..
الجاهلُ, يسقط عنها حرجه, خيبته, وفراغه..
بينما الهرة الضائعة لا يسقط عن ذاكرة حواسها رائحة بيت تعيش فيه, ولا الطريق إليه!!..
ما يطغى في الذاكرة من جمال المواقف يبقى..
وما يطغى فيها من قبحها تُسقطه عن مجراها
لكنها تبقيه في ركن كامن لحين تحتك دواليب الساقية بيباب المجرى!!..
الذاكرة كالبركان
تماما كالبركان!!..