د.ثريا العريض
واضح أن بيننا من فوجئ بمدى ارتفاع سقف الطموح في ما تناولته استعراضات مبادرة مستقبل الاستثمار، وقبلها المبادرات التي التزمت بها الوزارات والإدارات وهي الأذرع التنفيذية لخطط لدولة. واختلفنا في آرائنا وتفاوتنا في توقعاتنا حول مدى إمكانية تحقيقها وتجسدها في الواقع، مع تضخيم بعضنا لصعوبة إنجاح التحول في جو الثقافة المجتمعية العامة الذي اعتاد الطفرة والمطالبة بالوفرة ثم الاختناق بفرضيات الصحوة. الكلمات الافتتاحية لسمو ولي العهد وبصيغة مباشرة لا مواربة فيها أكدت توجه الخطوات وسقف الطموح، ووضحت أنه لمن بلغ مستوى قدرة «الحالمين». وأرى ما قصده ليس حلم الهروب إلى أحلام يقظة لسنا مطالبين فيها بالعمل، بل حلم المتوثبين المتأهبين لفروسية امتطاء الفرص وتسخير كل نواحي القوة الإيجابية المتوفرة، وتحويل المعوقات إلى تحديات دافعة للمواصلة وتسريع النجاح. أي تحالف القادرين على الحلم الحي لتجسيد النمو الإيجابي للمملكة والجوار عبر بث المردود المادي في دورة الاقتصاد المحلي وتنشيط تفاعلات حركة التبادل مع الخبرات ورؤوس الأموال العالمية في الصناعات وتوطين المهارات في أوضح مجالات النجاح وتحرير طاقات الشباب والمرأة وتفعيلها في بناء الوطن الحلم. واختصار زمن الوصول للصدارة باستخدام طاقات التقنية الحديثة المتسارعة عالميا وتحديث ثقافة مجتمعنا.
يظل هدف «تفعيل وتمكين المواطن» هو نبراس المسيرة، وأن الاستثمار المدروس لضمان الاستدامة مستقبليا هو الإستراتيجية المختارة. وأن القوة الدافعة هي قدرة الحلم بلا حدود وتوجسات وتخوفات. وأن ننشغل بما يضمن السعادة لا يعني أن نركز على الآخرة ونهمش دعم متطلبات الحياة القائمة والقادمة.
هكذا، باختصار وبلا شك السعودية تتأهب على منعطف واعد مقبلة على فترة تغير جذري كنقطة رئيسية للانطلاق إلى الأمام وعيونها على مستقبل التقدم، وبسرعة تتيح لها تعويض ما ضاع من الزمن والقدرات والفرص، بالتأهل لمرحلة مستقبلية تحملها إليه مبادرات تحول اقتصادية واجتماعية مدروسة.. وهو الآن زمن التأهب للعمل والتأهل للمردود عبر المشاركة في البناء والعطاء لا التلقي فقط. وللمواطن أن يتحول بتفكيره وأفعاله وقيمه للتأهل للقيام بدور يرضيه ويحقق أحلامه وأحلام الوطن.
***
وطن للحالمين؟؟ نعم وأنا بتحقق الأحلام الصادقة من المؤمنين.
حدسي يحدثني بحلم قادم... وأنا أزكيه عن الأوهام.
تتجسد الأحلام رؤية واقع ستجيء عاجلة بوعد سامي
وطن نبادله العطاء.. نعم.. فرح وفجر مشرق متنامي
بمحبة واعية أصافح الشباب تحت سن الـ 30 الذي يمثل 70 % من المواطنين يحلمون بفرص المشاركة. وأؤكد أن القيادة الناجحة لن تحرم حلمها من ذوي الموهبة والخبرة المتخصصة الأكفأ في أي فئة عمرية.
وعندما نتكلم عن أي فئة من المواطنين تجمعهم أي صفة ما فهذا لا يعني حقوقا تمنح بصورة غطاء عام لكل أعضائها دون النظر في قدراتهم، ولا تعني استثناء الفئات الأخرى من الفرص.
بتكامل قدراتنا والإخلاص للهدف من كل الأكفاء سيتجسد المستقبل الحلم.
حدس صادق وإيمان بحلم حي سيتحقق بإذنه تعالى وهمتنا معا.