جاسر عبدالعزيز الجاسر
تصدر القرارات الدولية وتتوالى التصريحات والأقوال من رؤساء الدول ووزراء الخارجية وكبار المسؤولين والبرلمانيين، جميعها تشجب الإرهاب وتشخص الدول والأفراد التي تشجع هذا الوباء الذي تعاني منه البشرية في العصر الحاضر، ومع هذا لا نجد تحركاً وعملاً جاداً لمواجهة الدول والأنظمة والأشخاص الذين يدعمون الإرهاب الذي تضررت منه دول عديدة وأزهقت مليشياته مئات الآلاف من أرواح البشر إن لم تتجاوز ذلك إلى الملايين.
من خلال تلك القرارات والتصريحات الرسمية لكبار قادة الدول ووزرائها المختصين، انحصر داعمو الإرهاب بدول وأنظمة بعينها، يتقدمها نظام ملالي إيران الذي نشر شبكة كبيرة من الأذرع الإرهابية فرضت نفوذها وتسلطها على العديد من الدول العربية، ويسعى هذا النظام لزيادة أذرعته من خلال دعم الأعمال الإرهابية في اليمن والبحرين، ويأتي النظام القطري بمحاذاته تماماً؛ إذ لا يختلف من يحكمون قطر -منذ عام 1994 وإلى اليوم- عن ملالي إيران في دعم الإرهاب وتمويله، بل وحتى المشاركة في تنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية من خلال وجود ممثلين لمخابرات هذه الدولة، أو ممن حصلوا على ولائهم بالرشاوى والمال الحرام.
مسؤولون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس سابق للجنة المخابرات والمعلومات في الكونغرس الأمريكي، ووزراء وبرلمانيون في أكثر من بلد أوروبي، جميعهم يؤكدون تورط حكومة قطر في دعم وتمويل الإرهاب، بل إن رئيس لجنة المخابرات في الكونغرس الأمريكي يؤكد أن أمير قطر اعترف شخصياً له بأن قطر تدعم تنظيم القاعدة، وفي بغداد عُرضت أدلة ومواد عينية تؤكد مشاركة قطر لتنظيم داعش الإرهابي في تدمير مدينة الموصل، وعرضت لوحات سيارات وأجهزة قدمتها قطر لتنظيم داعش.
إيران هي الأخرى أصبحت الداعم الأول للإرهاب في العالم منذ استيلاء خميني والملالي على السلطة، وقد تزايدت في الآونة الأخيرة العديد من الأدلة على دعم إيران الانقلاب الذي قامت به مليشيات الحوثي وباقي مؤيدي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ومنها صواريخ بعيدة المدى بدأ الإرهابيون الحوثيون في استعمالها لضرب المدن السعودية، وتهدد باستهداف المدن في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كل هذا يعرفه العالم، ويمتلك الأدلة على تورط الإيرانيين والقطريين في دعم وتأجيج الإرهاب، ومع هذا لا نجد رداً ومواجهة لهذا الشر الذي تنعكس آثاره السلبية على الجميع!.