أ.د.عثمان بن صالح العامر
ليست المرة الأولى وجزماً لن تكون الأخيرة التي يتناقل فيها الحائليون عبر السوشل ميديا مقطع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير المنطقة - القريب من أوجاعهم اليومية، المشارك لهم أفراحهم العادية فضلاً عن الموسمية - وهو يتابع مشاريعهم المفصلية المهمة ميدانياً، يناقش المقاول، يستمع للأمين، ويتدارس معهما العقبات والتحديات، يسعى جهده أن يقلِّل حجم الآثار السلبية المترتبة على التعثرات، ويتغلب على المصاعب والمعوقات، يحفز ويشجع، وفي ذات الوقت يسأل ويحاسب، أكثر من هذا يضع بالتشاور مع الأمين والمقاول - كما نقلت لنا كاميرات الجوالات- تاريخاً نهائياً للتسليم الكامل بالتراضي والاتفاق بين طرفي المسؤولية في هذا المشروع، ويجعل المقاول يكتب بيده ما تم الاتفاق عليه على ورقة مخطط العمل المزمع إنجازه ويوقّع عليه ثم يأخذها صاحب السمو معه لتصبح حجة وبرهاناً على منفذ المشروع، مؤكداً - حفظه الله- أن من سيراقب ويتابع تنفيذ المشروع ليس فقط الأمانة وأمير المنطقة، بل ولاة الأمر- حفظهم الله ورعاهم - الذين ينتظرون منا الإنجاز والإتقان خدمةً للمواطن وتقدماً للوطن، فضلاً عن إنسان حائل الذي سيكون راصداً جيداً لحجم التقدم في العمل طوال هذا العام، وصولاً للتمام مع آخر يوم منه.
إن هذا النمط القيادي الذي يمارسه سمو الأمير، أقصد القيادة الميدانية والجولات المتتابعة من قِبل الرجل الأول في المنطقة لجميع القطاعات، والمشاركة الفعلية في تحقيق التقدّم حيال تنفيذ المشاريع على أرض الواقع، وعدم الاكتفاء بالتقارير الورقية هو ما نحتاجه اليوم في ظل رؤية وطنية (2030) تسابق الزمن وتختصر المسافات، وتحتاج إلى بنية تحتية جاهزة في جميع المدن والمحافظات حتى تكون الرؤية الواعدة واقعاً معيشاً تسعد به الأجيال - بإذن الله.
انتهي زمن الورق أو كاد، ويمكن للمسؤول أن يتابع أعماله المكتبية عبر جواله الذكي الذي يحمله، يقرأ ويوجّه، يشرح على المعاملة ويبيّن وجهة نظره فيها وهو في جولاته الميدانية أو في رحلة عمل خارجية حتى لو كان هذا الاجتماع الخارجي أو اللقاء الرسمي في منطقة عالمية بعيدة ليلنا عندهم نهار ونهارنا لديهم ليل، ولذا فالمعوّل عليه وما يصنع الفارق اليوم هو المتابعة للإنجاز الفعلي على أرض الواقع، ووقوف المسؤول على المشاريع بنفسه والمشاركة في صنع القرار الذي يعجِّل بالتمام.
إن إنسان المنطقة في الوقت الذي علَّق على صنيع سمو الأمير بالشكر والتقدير والامتنان، ووعد بالتعاون والتكاتف من أجل هذا الجزء من الوطن الغالي «حائل»، إنه في ذات الوقت لم يخفِ تفاؤله بحائل جديدة ترتدي فيه العروس أجمل حلة تزدان بها للأبد، تكتمل بنيتها الأساسية، وتختفي من قاموسها الحفريات والتحويلات، وتنمحي من الذاكرة المشاريع المتعثِّرة والأعمال المتوقفة سواء في النقل أو الأمانة أو التعليم أو الصحة أو المياه أو غيرها من القطاعات الخدمية الأخرى، ولا يرى المسافر للرياض طوابير المرضى وهم على كراسيهم الموحشة، يدفعهم أقاربهم لسلّم الطائرة من أجل موعد في عيادة أو عملية في مستشفى.
إن التفاؤل الذي يدغدغ مشاعرنا صاحب السمو، مبعثه في ذهنية المواطن الحائلي اليوم ثقته بالله أولاً، ثم يقينه الجازم بأننا نعيش في عهد العزم والحزم عصر الإنجاز المتسارع والعمل الدؤوب الذي يقوده ببراعة وحرفية واقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مبعث هذا التفاؤل الحائلي شخص سمو الأمير، فأنتم صاحب السمو - وفَّقكم الله- من طالب في أكثر من مناسبة أن نترجم الحب لبلادنا، لمنطقتنا حائل، لكل شبر في مملكتنا الغالية عملاً متقناً ومنجزاً وطنياً نفخر به ونفاخر، نعم، مبعثه أنتم يا من تعرفون تفاصيل التفاصيل عن كل مشروع حائلي تمت ترسيته من قبل وما زال أعرج، فضلاً عمّا أنجز بالفعل، أو أنه من المشاريع المؤجلة التي ما زالت قيد الدراسة وستطرح قريباً بإذن الله .
شكراً صاحب السمو، شكراً لكل مسؤول ومقاول وموظف وعامل بذل وقته وجهده وماله من أجل أن يفي مع أهله ويخدم المواطن والقاطن ما استطاع إلى ذلك سبيلا. دمتم بسلام، وتقبلوا صادق الود والسلام.