رقية سليمان الهويريني
جاشت مشاعري وأنا أكتب عنوان المقال الذي أعادني لعلاقتي الحميمة بالقراء برغم ما تتخلله بعض ردودهم من قسوة، وما تحمله من شتم وتشكيك وأحياناً تكفير! وبالمقابل فقد بنى لي (المنشود) صرحاً من العلاقات المتميزة، وتعرفت من خلاله على قاماتٍ تعلمت منها الصبر والمثابرة فدعموني بآرائهم النيرة ونقدهم الجاد بعيداً عن الشماتة أو التشفي! وأجمل مكافأة يتلقاها الكاتب بعد كل مقال هي ردود قُرَّائه، مهما كانت صيغتها! وحين تصلني بعض الردود الحادة أو الفظَّة أعود للمقال فأجد أنها لا تعدو عن رد فعلٍ طبيعي على مقال غير نمطي، فأعذر القارئ الكريم، وأشكره لمساهمته بتهيئتي لما قد أتلقاه في المستقبل! و(من كتب فقد استكتب).
وقد بدأت علاقتي بالمنشود منذ خمسة عشر عاماً حين انضممت لصحيفة الجزيرة بمقال أسبوعي ثم مرتين بالأسبوع وانتهيت إلى ثلاثة مقالات تستنزف فكري بسخاء فأضع فيها عصارته وأنا أستحضر فِكرَ كل قارئ يتصفح الجريدة يقرأ مقالي فأحرص على بذل اهتمامي له احتراماً، فلا يقرأ إلا مفيداً، وإن فتَرتُ؛ أتوقف شهراً لأستعيد لياقتي وأسترجع طاقتي!
ومع الوقت أصبح قراء المنشود الأوفياء يلمسون مزاج كاتبتهم فيواسونها حين تحزن، ويسلونها حين يضيق بها الكون، ويتوجعون معها حين تتألم، ويفرحون لفرحها!
ولقد رافق قطار مقالاتي قراء أعزاء أشكرهم وأعتز بمعرفتهم، وقد توقف بعضهم عند المحطة الأولى، وبعضهم وصل لمنتصفها وقليل استمر حتى المحطة الحالية التي لن تكون الأخيرة بعون الله. وكان أول رد في يوم القراء الأول هو التعقيب على تعليق الأستاذة مها الحقيل في 30-11-2008 حول مقال (المدرسة المقرمشة)، ثم تلاها القراء سعود الشايق وخالد الدخيل وشاكر الشراري وخالد البدراني وفؤاد عبدالله، والقارئتان عبير ونوف، والقراء ناصر السّعيد ونجاح التميمي وعواطف الكويت التي استمرت إلى منتصف الرحلة، ومثلها د. إبراهيم خواجي وكذلك سليمان العواد وسلمان بن محمد وراشد القحطاني والأديبان أسامة الزيني وأحمد عزو، والشاعر عبدالله سعد الغانم والقارئ الظريف النوخذة، وواصل البو خضر وجليس القمر وعليان الشمري وعبدالله المزروع (أبو علي ما غيره) وحاتم سعد وKhalid وعبدالله المناع وإبراهيم الحقيل ونورة الرشيد وأم رنا، وكذلك عليان السفياني ملك العسل الذي يدعوني في خاتمة تعليقه للابتسامة، بينما استمر القارئ الوفي السيد فتحي رجب إلى المقال الأخير.
وطالما كانت العلاقة بين الكاتب والقارئ قائمة على الثقة وبعيدة عن السخرية أو التشكيك في النوايا أو القذف بالألفاظ النابية؛ فكلانا هدفنا الإصلاح والحوار والمناقشة والإضافة والإثراء.
والحق أنني أتجنب دوماً استفزاز القراء، لكني أجد نفسي أحياناً بمواجهة مع البعض بسبب مناقشة فكرةٍ ما، تراها فئة من الناس ثوابت لا يمكن نقاشها! وهي من المتغيرات إن لم تكن بدعة! وهدف المقال الشهري هو التواصل مع القراء لإشعارهم بأنهم هم أيضاً لهم دور فاعل في إثراء الكاتب بالمعلومات والحقائق التي تغيب عنه.
بقي اثنان من الشخصيات الغالية على نفسي وأجزم أنهما لم يفتهما قراءة مقال واحد من مقالاتي وهما الصديقة الحبيبة فوزية الحميضي والأستاذ النبيل خالد المالك فلهما الشكر وجزيل الامتنان.
** يلتقي القراء مع مقالهم المائة وواحد قريباً إن شاء الله.