عبدالله العجلان
امتدادًا وتزامنًا مع ما يقوم به معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ من تغيير وتطوير في الشأن الرياضي كتبتُ في مقال الأسبوع الماضي تحت عنوان (إعلامنا الرياضي إلى أين؟) عن أهمية تدخُّل وزارة الثقافة والإعلام لإيقاف نزيف التجاوزات التي عرقلت مسيرة رياضتنا، وشوهت صورة مجتمعنا. وللمعلومية، هذا الرأي بالنسبة لي ليس وليد المرحلة الراهنة بل تناولته منذ سنوات، وكنت دائمًا ما أعيد طرحه تماشيًا مع ما يجري ويبث وينشر في كثير من وسائل الإعلام عبر أصوات وأقلام غوغائية متعصبة، لا تدرك خطورة ما تقول.
ما حدث نهاية الأسبوع الماضي من حملة اعتذارات من إعلاميين لبعض الأندية ورؤسائها، وكذلك التغير الواضح في لغة المرجفين، وبالذات في البرامج الرياضية وحساباتهم في (تويتر)، يؤكد حقيقة أننا كنا فيما مضى أمام أزمة إعلامية رياضية مدمرة، وأن تدخُّل رئيس الهيئة وتأثير قوته وهيبته في إيقاف المتهورين أسفر عن هذا الهدوء والتحوُّل الإيجابي اللافت في أسلوبهم، وهو الإجراء الذي كنت شخصيًّا - ومعي زملاء كثر - نحذِّر منه ومن عواقبه؛ ونطالب الجهات المعنية في الرئاسة سابقًا (الهيئة حاليًا) ووزارة الثقافة والإعلام بالتعامل معه بحزم؛ حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه من سقوط إعلامي واحتقان جماهيري.
من جديد، وكي لا تتكرر الممارسات ذاتها، ولا يكون ردعها مرتبطًا بإرادة وقوة شخصية مسؤول بعينه، من الضروري أن تسارع وزارة الثقافة والإعلام إلى تفعيل لوائحها وأنظمتها فيما يتعلق بمراقبة ومحاسبة أي متجاوز في أي من وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي، وتطبيق ما ينص عليه نظام الجرائم المعلوماتية. والأهم من هذا ألا تنتظر الوزارة تقديم شكاوى من المتضررين الذين قد لا يملكون المقدرة على ملاحقة المسيئين، وإنما تقوم هي بمتابعتهم ومعاقبتهم حسب الأنظمة المعتمدة في هذا الشأن.
الرسالة وصلت!
الدليل على أنهم استوعبوا الدرس وأشياء أخرى:
ــ الآن اكتشفوا أن الحكم الياباني نيشيمورا سلب بطولة آسيا من الهلال، بعد أن كانوا طيلة السنوات الثلاث الماضية يتغنون بظلمه، ويصفونه بالبطل الشجاع، بل إن هناك حكامًا صوَّروا معه، وجعلوه قدوة لهم. الأسوأ من هذا أن رئيس اتحاد الكرة السابق ورئيس لجنة الحكام ظلا يدافعان عنه، ويمنعان منسوبيهما من انتقاده..!
ــ أصبحوا اليوم يسترجعون كوارث الاتحاد الآسيوي بحق المنتخب، ومواقفه السلبية مع الأندية السعودية، وبخاصة الهلال، في أحداث معروفة تحكيمية، وأخرى تتعلق بالعقوبات، وأيضًا موقف رئيسه السابق محمد بن همام المريب بحجب لقب (نادي القرن) المشروع والمستحق لنادي الهلال، بعد أن كانوا يشككون بأحقية الهلال، وخصصوا لذلك برامج على مدى شهور مقابل تأييدهم لابن همام، وترويجهم قراره التعسفي، وزادوا على ذلك بأن منحوه عضوية الشرف وخطابات شكر وإطراء وتقدير..!
ــ لم يعد أحدٌ منهم يتجرأ وينتقد أي قرار للهيئة أو اتحاد الكرة بعد أن كانوا لا يترددون في التنديد والتشكيك والطعن في ذمم كبار المسؤولين في أي قرار لا يعجبهم، ولا يحقق أهدافهم، ولا يتوافق مع تعصبهم وتوجهاتهم.
ــ صاروا حمائم سلام ووئام بعد أن كانوا أسودًا يفترسون الأبرياء البسطاء وكل من يخالفهم بأقسى العبارات وأسوأ الاتهامات..!
ــ تحوَّلوا إلى مهنيين عقلاء، يحترمون وينصفون المتميزين بعد أن كانوا متفرغين لمصادرة نجاح المتفوقين والتآمر على المنافسين..!
أخيرًا.. شكرًا لمعالي رئيس هيئة الرياضة الذي أثبت بشخصيته الفذة معنى أن تكون مسؤولاً، لك هيبتك، ولقراراتك قيمة، ولمقامك احترام.