«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
منذ عقود مضت والكرة السعودية تعاني من ظلم وإجحاف الاتحاد الآسيوي لها؛ إذ تجرعت مرارة هذا الظلم مرات ومرات ومرات، ولم يقتصر الظلم على فريق بعينه، أو منتخبنا الأول، بل جميع الفرق التي تشارك في دوري أبطال آسيا سبق أن ظلمت، كما أن المنتخبات السعودية السنية مرّ عليها ما مر على المنتخب السعودي والأندية المشاركة في البطولات الآسيوية.
عقود من الزمن مرت على الكرة السعودية وهي تعيش تحت ظلم الاتحاد الآسيوي بلجانه كافة، بدءًا من لجنة الحكام، ومرورًا بلجنة المسابقات، وانتهاء بلجنة الانضباط، والأخيرة تحديدًا عانت منها الفرق السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا؛ إذ إن العقوبات الصارمة والقاسية دائمًا ما تكون ضد الفرق السعودية. وكيف ننسى حرمان فريق الاتحاد السعودي من جمهوره بسبب رمي العلب الفارغة، بينما تركت الفرق الإيرانية التي تمارس أشنع الممارسات الخارجة عن الروح الرياضية من رمي العلب الفارغة، إلى إرهاب الفرق السعودية، وتحويل ملاعب كرة القدم إلى ساحات سياسية، تمارس فيها شتى أنواع «القذارة» التي اعتادت عليها الجماهير الإيرانية بمساعدة الاتحاد الآسيوي الذي بتجاهله استطاع أن يحمي الفرق الإيرانية وجماهيرها.
كما لا يمكن أن ننسى تصريحات رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ورئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، في إحدى نسخ دوري أبطال آسيا؛ إذ كانت تلك النسخة حافلة بالاستهجانات الإيرانية ضد الفرق السعودية، وتسببت في كثير من الأحيان في ضغط الفرق السعودية وتخويفها، وتم رصد مخالفات كثيرة جدًّا، تم تدوينها وتصويرها، ثم إحالتها للاتحاد الآسيوي الذي كنا نتوقع أن يتحرك بشكل إيجابي، ولكنه خذل الجميع، واستمر في صمته المطبق!
أما ما يخص لجنة الحكام فحدث ولا حرج؛ فالمنتخبات السعودية كانت - وما زالت - تعاني من الظلم التحكيمي الواضح والفاضح، وقد تطرق لهذا الأمر مسؤولون عدة في الرياضة السعودية؛ إذ نبهوا وحذروا من استمرار التحكيم الآسيوي على حاله الراهن، ولكن لم يكن الاتحاد الآسيوي يهتم كثيرًا؛ ولذلك خرج الأمير الهادئ سلطان بن فهد «رئيس رعاية الشباب السابق» عن طوره في إحدى مباريات المنتخب السعودي، وقال كلامًا صادقًا واضحًا وشفافًا، وانتقد حال التحكيم الآسيوي بكل تجرد، ولكن الاتحاد الآسيوي استمر على نهجه لتستمر المهازل التحكيمية الآسيوية مع المنتخب السعودي والأندية السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا، وكثيرًا ما تجرعت كرة القدم السعودية مرارة الظلم التحكيمي، وخسرت مباريات كثيرة وبطولات متعددة بسبب ما يحاك ضدها من مؤامرات تدار في الخفاء. ولا يمكن أن نستدل في هذا الجانب الواضح بأكثر مما وقع في نهائي دوري أبطال آسيا نسخة 2014 التي قابل فيها الهلال فريق سيدني الأسترالي؛ إذ كان الظلم التحكيمي واضحًا وفاضحًا، ولا يمكن أن يغطَّى بغربال. وإن تغاضينا عن المباراة الأولى في أستراليا التي أدارها «حكم إيراني» فلا يمكن أن نتغاضى عن مباراة الرد في الرياض التي أدارها الياباني سيئ الذكر نيشيمورا؛ إذ ارتكب جريمة تحكيمية لا يمكن التغاضي عنها، أو نسيانها بسهولة؛ ولذلك سمي ذلك النهائي باسم «النهائي النيشيموري»!
ومثلما تجرع الهلال ظلم التحكيم الآسيوي فقد تجرعته جميع أنديتنا؛ إذ لا يمكن لفريق سعودي سبق أن شارك في دوري أبطال آسيا إلا واشتكى من التحكيم، وهذه إشكالية كبيرة، كانت - وما زالت - تعاني منها الكرة السعودية!
ويبقى السؤال: لماذا تواجه الكرة السعودية هذا التعنت من قِبل الاتحاد الآسيوي، وتحاول ظلم المنتخب السعودي والأندية السعودية، وفي المقابل لا تعطى حقوقها..!؟
هذا السؤال الكبير سنعرف إيجابيته قريبًا، فبعد التحرك القوي والجبار من معالي المستشار رئيس الهيئة العامة للرياضة لكشف ما يُدار في الكواليس سنعرف كل شيء؛ ولذلك يجب على مسؤولي الاتحاد الآسيوي ومن يقف وراءهم أو يديرهم من خلف الستار أن يعوا أن الرياضة السعودية أصبحت تعيش في مرحلة جديدة، لا تعرف الضعف، وسوف تنتزع حقوقها بقوة النظام، لا الرشى واللعب من تحت الطاولة.. فهذه الطريقة لا تجيدها دولة مثل السعودية، فلا الحجم الكبير لها، ولا الثقل السياسي والاقتصادي والرياضي يتيح لها فعل ذلك؛ فالسعودية دولة رائدة وعظيمة، ومع الأصدقاء واضحة وشفافة.