سعد الدوسري
لا أعرف كيف يفكر أولئك الذين يعتبرون انتقاد بعض الملامح في المشهد الاجتماعي العام، ثم الإشادة ببعضها الآخر، تناقضاً في المبدأ؟! هل يجب على المواطن أن يمتدح سلبيات الاستقدام، قبل أن يمتدح مشروعاً وطنياً حيوياً جديداً، سيوفر فرص عمل للشباب والشابات، وسيعود على اقتصاد البلاد بالنفع الكثير؟! هل إذا اختلفتَ بشدة مع سلبيات برنامج «فطن»، فإن عليك أيضاً أن تختلف بشدة أكبر مع إيجابيات «برنامج خادم الحرمين للابتعاث»، لكيلا تبدو متناقضاً؟!
على مَنْ يشتغل في مجال الرصد، أن يأخذ في الاعتبار، رأي المواطن الشخصي فيما يعانيه، وفيما يأمله؛ هو يعاني بلا شك من انعكاسات البطالة على المجتمع، ويأمل في ذات الوقت أن تحل المشاريع المستقبلية تلك المعاناة. وهذا معناه أن رأيه في المشروع الأمل ليس تناقضاً لرأيه في المعاناة، وليس خوفاً من القائمين على المشروع أو نفاقاً لهم. ودائماً ما نسمع من بعض المتابعين للشأن الإعلامي، أن هناك انحيازاً لانتقاد السلبيات، وتغاضياً عن الإيجابيات، وهذا لم يعد صحيحاً اليوم. نحن نشهد جيلاً جديداً من المدونين ومن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ممن يبرزون أية مبادرة أو أي مشروع موجهان لخدمة المواطن. وربما لهذا السبب، حصد مشروع «نيوم»، إعجاباً محلياً تاريخياً.