«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
منذ قرون وهناك عادات وتقاليد اعتادت عليها شعوب العالم وبالتالي توارثوها أبًا عن جدٍ ومع أن العادات وفي مختلف العصور قد تتغير وتتطور فهذه سنة الحياة لكن الكثير من العادات باتت ثابتة وراسخة كأساسات البناء. ولدى بعض القبائل العربية عادة هي ألا يجلس المضيف مع الضيف على سفرة واحدة، بل يتركه مع مرافقيه حتى ينتهوا من تناول طعامهم وبعد رحليهم يتناول صاحب البيت الطعام مع أهل بيته. وبعض العادات تتناسب مع الأعراف في عصر أو زمن معين وقد تصبح هذه الأعراف مع الأيام عادة رسمية لكنها وبدون شك نابعة أو وليدة من حاجة عملية معينة فعندما نلتقي شخصًا ما نصافحه عادة باليد اليمنى وهذه عادة وعرف رسمي ليس له مدلول لكن ديننا الإسلامي حثنا على أهمية استعمال اليد اليمنى في السلام بل في مختلف الأنشطة والفعاليات الحياتية وحتى المتعلقة بتنفيذ أعمالنا. ولكن هناك نسبة بسيطة في العالم من يستخدم يده اليسرى. لكنه خلال السلام والمصافحة فهو يسارع لاستخدام يده اليمنى. وحسب ما سجلته كتب التاريخ والرسومات في الكهوف والجدران والمنحوتات المختلفة كانت تشير إلى استعمال الإنسان القديم ليده اليمنى. وفي العصر الحديث ومع الدراسات العلمية التي قام بها العلماء وجدوا علاقة ما بين الجانب الأيسر من المخ واليد اليمنى على سبيل المثال قد يكون تعود الطفل ومنذ بداية حياته إلى أن يمد يده اليمنى تلقائيًا للتناول أو الامساك بشيء ما بحيث يؤدي عمليات روتينية في أشياء من قبيل البحث عن الطعام وغير ذلك من الأشياء المحيطة به أو في البيئة والتصرف بسرعة إزاءها، ولكننا كمسلمين نعلم علم اليقين أهمية استخدام اليد اليمنى. ولدينا جواب من كتاب الله سبحانه وتعالى عن سر اليد اليمنى! فالقرآن الكريم يركز على أهمية اليد اليمنى يوم القيامة.. قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ} الآيه وعن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ) رواه البخاري ومسلم. هذا وفي عصر اعتاد فيه الناس حمل الأسلحة كانت المصافحة ترمز إلى السلام وتدل على الرغبة في التحاور والتفاهم من دون سلاح في اليد. فإن ما نعتبره اليوم عادة حسنة ومطلوبة للمسلمين ولغيرهم كان آنذاك تعبيرًا وإشارة إلى أنني لا أحمل السلاح وبالتالي لاأضمر لك شرًا. وبالمفهوم ذاته يعد المقعد الذي إلى يمين المضيف مقعد شرف وتقدير كبيرين وتقول إحدى النظريات عن مصدر هذه العادة أن الرجل الذي يستعمل يده اليمنى لا يمكنه طعن مضيفه بسهولة إذاكان جالسًا عن يمينه. فالذي كان مكانًا مأمونا لخصم أصبح مقعد شرف لضيف مهم..؟!