عبده الأسمري
خاض غمار المسؤولية شاباً فتمخضت من عقليته «شؤون» و«شجون» توّجها بامتثال القانون ووجّهها بنضال الكلمة..
مستشار شاب برداء خبير عريق تشرّب المسؤولية من أعماقها وضرب بأسهم كفاءته آفاقاً متعددة، بروح نضال وطني بالعبارة والحجة والدفاع النزيه والاتزان الرسمي.
إنه المستشار ورئيس الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي سعود القحطاني، ضمن أبرز جيل القياديين الشباب في وطن العطاء، ومن رعيل المشتهرين بروح السخاء القيادي في مواطن الاستشارة ومكامن التوجيه ومنطلقات القرار.
بوجه دائري ممتلئ يتشابه مع والده، يقترب من تلاميح قبيلته ويتقارب مع «تواصيف طامحة» و«سمات طموحة»، تحفه ملامح شابة تنضح بالألفة والتآلف وشخصية مركبّة من الجدية والندية، وكاريزما ناطقة بالمعالي مستنطقة بالعلا وعينان واسعتان تبرق منهما نظرات «التروي» وانتظارات «الروية»، مع صوت جهوري تنطلق منه الاستشارات وتنطق فيه المشاورات تتقاطع منه عبارات قانون عميقة واعتبارات وطنية متعمقة، يطل القحطاني كرجل دولة وبطل دفاع وطني ووجه أعلام وواجهة دراسات، مشكلاً تركيبة خالصة للتميز كقيادي شاب شق طريقة بشهادات العلا وخبرات المناصب.
في الرياض نشأ طفلاً مسجوعاً بنبوغ مبكر وبديهة باكرة فسار بين واجهتين من التذوق الأدبي والتفوق العلمي، فنمت في ذاكرته الغضة «موازين أمنيات» وسط دراسته وطموحه و«أماني اتزان» بين هواياته ومدرسته. فاستلهم من إرشادات والده موجبات الإنجاز ومن عطف والدته واجبات البر ومن منح عائلية أحاطته بالعون معاني «الإنسان» ومقومات «الكيان»..
كان القحطاني يدوّن «هويته المثلى» و«طموحاته المثالية» في كشكوله الخاص الذي رافقه صغيراً فتحول مع الزمن إلى «ذاكرة عمل» ثم «مسودة استشارة» فمذكرة قرار.
تلقّى القحطاني تعليمه الأوليّ بمدارس الرياض، وأتم الثانوية في معهد العاصمة النموذجي، وكان ضمن العشرة الأوائل على منطقة الرياض.. وسط اختيارات عدة ومسارات متعددة كانت أمامه نظير معدّله اختار القانون التحق بجامعة الملك فيصل، فنال منها البكالوريوس باقتدار ثم حصد الماجستير في العدالة الجنائية من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
سيرة عملية مشرفة ومراتب متصاعدة حيث عمل القحطاني مُديراً لشؤون الأفراد ثم شؤون الضباط بكلية الملك فيصل الجوية. ونظراً لكفاءته النظرية والعملية، فقد تمّت الاستعانة به كمحاضر قانون في كلية الملك فيصل الجوية. ثم دخل مجال العمل في الدواوين الأميرية عندما عيِّن مستشاراً قانونياً ثم مديراً لدائرة الإعلام في مكتب سكرتارية ولي العهد عامي 2003 و2004 ثم نائباً لمُدير عام مركز الأرصاد الإعلامي في الديوان الملكي عام 2005. وعيِّن بعدها مستشاراً بمكتب نائب رئيس الديوان الملكي. ثم مستشاراً بمكتب رئيس الديوان الملكي. وتم تعيينه مُديراً عاماً لمركز الرصد والتحليل الإعلامي في الديوان الملكي 2008.
ثم صدر أمر بتعيينه مستشاراً في الديوان الملكي بالمرتبة الممتازة، إضافة للمهام المُكلف بها عام 2012 والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي بعد دمج الدواوين. وفي عام 2015 تمّت ترقيته إلى مرتبة وزير مستشاراً في الديوان الملكي إضافة لمهامه الأخرى وقبل أيام توِّج بمهمة إضافية بترؤسه اتحاد الأمن الإليكتروني والبرمجيات.
اعتاد موظفو مكتبه روحاً نشطة وهمة نشيطة لا تعترف بعقارب الساعة وأفق عمل لا يتقيد ببوصلة اليوم، يديره القحطاني بابتسامته المثيرة للتفاؤل وتوجيهاته المستنيرة بعمق وطني أًصيل وعصف فكري لا يتوقف، راسماً خطوطاً وطنية خضراء وتوصيات عصماء بتوقيعه الشاهد على عصر الرؤية وزمن التحول الوطني.
يتكئ القحطاني على رصيد مديد من الخبرات كواحد من أصغر القياديين سناً ومن أكبر المستشارين تأثيراً في الساحة الإعلامية وفي حساب «تويتر» كشخصية مؤثرة، كانت لها مواقفها وحججها الدامغة بلغة البراهين وسطوة الدلائل.
توج القحطاني جهده بوجوده رمزاً من رموز الدفاع الوطني بالكلمة والحجة والدليل والمنطق، وكان لتغريداته خلال الأشهر الأخيرة تأثير الثبات والاعتماد أمام زعزعة «حكومة قطر» التي وجدت من القحطاني «رجلاً بقامة صفوف» ومستشاراً برتبة جنرال، يوزع مهام حروفه ويروّض كلماته باعتبار واضعاً «الهزيمة» مصيراً أمام الإثبات والاندحار نتيجة حيث المواجهة.
شكّل القحطاني «أنموذجاً وطنياً مخلصاً» بنهج استشاري ومنهج ريادي مشكلاً للأجيال القادمة «سيرة مستنيرة ومسيرة مشرفة» بكفة الحاضر وميزان المستقبل.