قدم الشاعر والأديب علي الهويريني أمسية ثقافية ممتعة في منزل حمود الذييب، امتلأت شعراً ونثراً وكثيراً من الأفكار والآراء مما خلق حالة من النقاش الفكري بين الضيف الكريم والحضور المميز لأثنينة الذييب الأسبوعية. علي الهويريني ممثل معروف درس الإخراج السينمائي في أمريكا وعاشق لمختلف الفنون، شارك في العديد من المسرحيات السعودية وكذلك عدد من المسلسلات المحلية. وتنوعت كثيراً القضايا والآراء التي طرحت خلال الندوة بدأها بالتأكيد على ضرورة إعمال العقل في الأمور كلها وألا يترك العقل ليصدأ من الأخذ بالمسلمات بل لا بد من شحذه بالتفكير وصقله لأن العقل هو من يعين الإنسان على معيشته ويحقق أهدافه. كما أن إعمال العقل يؤدي إلى إنتاج الجديد والمتطور دائماً وبالتالي لا يتحول الشخص إلى مستهلك يعيش فقط على نتاج أفاكر الغير. يقول الهويريني: «إن اللص الحقيقي هو من يترك للناس بعد موته أقل مما أخذ هو منهم ومن تجاربهم». ثم انتقل الهويريني بعد ذلك إلى الحديث عن مصدر السعادة في الحياة مؤكداً أن الدين من أهم مصادر السعادة لدى البشر، وكيف لا وهو يحررهم من عبادة العباد لعبادة الخالق الواحد الأحد، مؤكداً أن الصلاة تعلمنا مبدأ الالتزام وهو المبدأ الأساسي لتحقيق النجاح حيث يلغي فكرة تأجيل العمل ويعود الشخص على القيام بأموره في وقتها المناسب ودون تأخير.
وتناول الهويريني مسألة ضبط النفس وعدم ترك فرصة للشيطان ليدخل في فكر الإنسان ويحركه خاصة في وقت الغضب، ومن ذلك أيضاً عدم التسرع في الحكم على الأمور وعدم تحكيم النفس والهوى دون أن يخضعا للعقل. ثم انتقل المفكر الهويريني بعد ذلك إلى الحديث عن الحوار مع الآخر وضرورة تقبل الاختلاف في الرأي، وقال: «أتمنى أن يأتي يوم نستبدل فيه كلمة من قال لك ذلك بـكيف حدث ذلك أو كيف يكون ذلك ممكناً؟. ويعني ذلك منح الفرصة لطرفي الحوار إلى تبادل وجهات النظر وعرض كل شخص لرؤيته الخاصة، لا سيما أن هذا ما أمر به القرآن الكريم في كثير من الموضع، إذ حث على التدبر والتمعن في الكون للنظر في كيفية خلقه ومدى عظمته سبحانه».
في نهاية الأمسية قدم حمود الذييب درعاً تذكارية للضيف علي بن عبدالله الهويريني شاكراً له مشاركته في هذه الأمسية الرائعة.