يوم الثلاثاء 24 أكتوبر الحالي يوم السعد لـ70 % من مواطني المملكة، الشباب السعوديين الطموحين ذوي الهمة والعزيمة الصادقة, ففي قاعة الملك عبدالعزيز للمؤتمرات وأمام حشد من كبار رجال وسيدات الإعمال يزيد عددهم على الـ 2500 شخص يمثلون 65 دولة حول العالم أطلق الأمير الشاب الطموح صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد ،رئيس صندوق الاستثمارات العامة أضخم مشروع سعودي عالمي مدينة (نيوم ) وهي أحد التطلعات الطموحة لرؤية 2030 أي بعد عقد من الزمن سنرى على أرض الواقع مدينة عصرية مستقبلية لا مثيل لها في العالم على أرض بكر تميزت بتضاريس جمعت بين الجبال والسهول على مساحة تزيد على 26ألف كلم مربع وشاطئ بكر نظيف يمتد على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 470 كلم ،ستنشأ (نيوم) والتي سترتكز على تسع قطاعات جميعها استثمارية متخصصة حضور شخصيات بهذا المستوى للمؤتمر يضفي جدية على الرغبة في الاستثمار بهذه المدينة الحالمة ،الـ 9 قطاعات هي الطاقة والمياه التنقل ،التقنيات الحيوية ،الغذاء العلوم التقنية والرقمية التصنيع المتطور الإعلام والإنتاج الإعلامي ،الترفية ،المعيشة ،تلك القطاعات لن تكون تقليدية إنما مستقبلية تكنولوجية قائمة على الأحدث بالبحوث العلمية، كما نراه في أفلام الخيال العلمي سنراه تحقق في (نيوم ).
تلك النقلة المستقبلية لن تتحقق في ظل بقايا أفكار عهد ما سمي بـ (الصحوة) التي أرجعتنا من ديننا الوسطي ما قبل 1979 إلى الوراء عقود من الزمن عندما كان يحرم تعليم المرأة وركوب السيكل أو السيارة أو التلفزيون ثم الدشوش والقنوات الفضائية ..الخ (الصحوة) التي ولد من رحم أفكارها النظم الإرهابية كالقاعدة وأخواتها التي لم نجد منها إلا الدمار وخراب الديار، سمو الأمير تعهد بتدمير الأفكار المتطرفة ،والعودة إلى الدين الوسطي السمح الذي يقبل التعايش مع العالم كله البشر بأجناسه وأديانه، لو أخذنا الجانب والمردود السياحي الاقتصادي لـ (نيوم) فالموقع الإستراتيجي والمناخ المعتدل صيفا» والثلوج على قمم الجبال شتاء» والشواطئ البكر الخالية من التلوث البيئي هذا جانب واحد وعنصر هام يجذب السياح ،ثم إذا أخذنا مدينة المستقبل والعناصر التسعة التي ستقوم وتبنى عليها لتكون (الأعجوبة الثامنة ) ستكون قبلة السائحين من جميع أقطار الأرض لأنها تميزت بشيء لا وجود له حتى في الدول المتقدمة ، فإذا كانت مثلا «إسبانيا تتصدر العالم برقم الزوار ففي عام 2016 حققت رقما قياسيا 75.3 مليون سائح أنفقوا 77 مليار يورو وفقا»لتصريح وزير السياحة الإسباني الفارو نادال، ومدينة دبي الخليجية عن نفس العام استقبلت حوالي 15 مليون سائح منهم 1.64 مليون سائح سعودي، تلك دبي والتي تتطلع سنة 2020 إلى 20 مليون سائح ،وهذه ذات طقس رطب حار معظم أشهر السنة، ولكنها تغلبت على ذلك بجودة منتج الصناعة السياحية ،وببنية تحتية متكاملة...
فإذا قسنا (نيوم) وهي فريدة من نوعها كم عدد السياح المتوقع زيارتهم ؟ وماهو حجم الإنفاق ،وكم سنحد من الهجرة السياحية الجماعية للسعوديين (4.5 مليون سائح) وكم سنوفر من إنفاقهم بالخارج (45 مليار دولار ) لصالح اقتصادنا الوطني ،وكم من آلاف الوظائف التي ستتاح لأبنائنا وبناتنا العمل في تلك المدينة وفي صناعة السياحة ،وكم هو العائد المادي ليعوضنا عن مخاطر الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لدخلنا الوطني ،فإذا اكتملت هذه المدينة أتوقع ملايين الزوار والسياح سيفدون أفواجا إلى (نيوم).
** **
عبدالرحمن بن محمد الصانع - نائب الرئيس للجنة السياحة الوطنية