فهد الحوشاني

تتعدد المهرجانات والاحتفالات في شتى المجالات ثقافة وفنون وغيرها حتى شملت المنتجات الزراعية التي تزخر بها مملكتنا، فكان للتمور والرمان والمانجا والزيتون احتفالات خاصة بها، فلا يكاد ينتهي مهرجان إلا ويبدأ آخر بدعم وإشراف من وزارات وهيئات متعددة، يوم الخميس الماضي كانت نفود الزلفي على موعد مع مهرجان نوعي اتخذ من شجرة الأرطى شعاراً وهدفاً للعناية بها، فالاهتمام بالبيئة ونظافتها والمحافظة على أشجارها وطيورها وحيواناتها أصبحت تمثِّل ثقافة جديدة، وهذه الثقافة جاءت نتيجة لتطور المجتمع ونمو مؤسسات المجتمع المدني، وهي أيضاً جاءت لما يحصل أحياناً من عبث بالبيئة أدى للتصحّر! المهرجان أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وافتتحه محافظ الزلفي الأستاذ مسفر الضويحي، والذي تنظِّمه جمعية أصدقاء البيئة وبمشاركة العديد من القطاعات الحكومية والخاصة واشتمل المهرجان على عروض فلكلورية وفنية وعروض للطيران الشراعي ولم ينس المنظمون دعوة الأسر المنتجة، وعبر رحلة (سياحية) لا تقل تنظيماً وتنسيقاً وتنفيذاً عن أي رحلة سياحية يمكن لك أن تستقل حافلاتها في أي دولة أخرى، انطلقت بنا الحافلة من الرياض إلى محافظة الزلفي، الكثير من الخدمات حظينا بها، الجميل في الموضوع أن من يدير الرحلة ويملك الشركة هي سيدة سعودية تخصصت في المجال السياحي ولها تعاون مكثّف مع هيئة السياحة, العناية بالمواقع الأثرية والسياحية وتنظيم المهرجانات هو في النهاية تعزيز ومنح الفرص للقطاع السياحي لكي ينمو بشكل احترافي مما يؤهله لاستقطاب شبابنا السعودي القادر على المنافسة والإنجاز.

قام المشاركون بزراعة الآلاف من أشجار الأرطى في نفود الزلفي في كرنفال بهيج شارك فيه المسؤلون والكبار والصغار، الموظفون والطلاب والكشافة بهدف (إعادة تأهيل النفود) وهذا الهدف كان الشعار الموفّق للمهرجان، وذلك من خلال إعادة زراعة شجرة الأرطى لتعود مرة أخرى للحياة وبرعاية وحماية من الجهات المختصة بالبيئة، ولقد تشرفت بالمساهمة في زراعة عدد من شجيرات الأرطى، التي عرفت أن لها استخدامات متعددة منها ما يتعلق بالطب، كما زرت عدداً من المتاحف التي تزخر بها مدينة الزلفي، وفي مطلها الجميل قضينا وقتاً ممتعاً في مكان تم تجهيزه ليكون تحفة تسر السائحين والمتنزهين، لقد كانت رحلة جميلة لمدينة الرمال الذهبية. شكرًا لجمعية أصدقاء البيئة بمحافظة الزلفي ولمركز إدارة الحماية البيئية والطاقة المتجددة بجامعة الملك سعود وشكرًا للدكتور ناصر التويم المشرف على المركز رجل المواهب والقدرات والمناصب المتعددة، على هذه الدعوة السياحية والتي شرفت بها مع عدد من الزملاء، ومن خلالها تعرّفت على رجال يحبون وطنهم ويسعون لخدمته. فلهم وافر الشكر والامتنان.