سليمان الجعيلان
تشكيل لجنة لوضع حلول لمشكلة حقوق الحكام المتراكمة ومضاعفة مكافآت الحكام المالية، والاهتمام والاعتناء بقضايا وظروف الحكام المعنوية ومعالجتها وحلها بسرعة متناهية، وفتح عدد السماح للأندية بالاستعانة بالحكام الأجانب لإبعاد الضغوط عن الحكم السعودي، كلها تحركات جادة وخطوات متسارعة وقرارات تصحيحية تصب في خانة دعم الحكم السعودي وتطوير التحكيم المحلي بادر بها رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ وتفاعل معها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عادل عزت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في التحكيم السعودي وعلى طريقة أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا خاصة بعد أن دفع التحكيم السعودي ثمن المجاملات والعلاقات والمحسوبيات في السابق غالياً!!.. حقيقة يحسب لرئيس هيئة الرياضة ورئيس الاتحاد السعودي هذه التدخلات والمبادرات السريعة والجريئة لمعالجة قضية لا أستطيع أجزم أن الجميع يؤيدها ولكن أؤكد أن الكثير يتفق عليها بأنها هي مصدر التعصب والاحتقان الجماهيري وأساس تنافر وتناحر الوسط الرياضي، وأعني تحديداً مشكلة التحكيم السعودي التي ظلت لسنوات طويلة صندوقا أسود لا أحد يستطيع فتحه أو الاقتراب منه وفك طلاسمه لأنه محسوب على فئة معينة بل وتعتبره من الأملاك الخاصة حتى وصل الأمر إلى أن يظهر من يجاهر بميوله ويحيي جمهور فريقه ويرتدي قميص ناديه ومع ذلك يستمر في مجال التحكيم دون مساءلة أو محاسبة من رئيس لجنة الحكام السابق الذي سبق وأن تلقى تهديدات وإساءات من أحد الحكام السابقين ولكن تنازل عنه لأسباب غامضة، وبالمناسبة والشيء بالشيء يذكر هذا الرئيس وأقصد رئيس لجنة الحكام السابق ظهر في وسائل الإعلام وحاول تبرير وتمرير حضور نفس الحكم الذي هدده وأساء إليه لمناسبة واحتفالية جماهيرية أقيمت بمناسبة خروج فريق الهلال من البطولة الآسيوية وكأن الأمر بسيط وعادي على الرغم أن هذا الفعل المشين يسيء لتاريخ وسمعة الحكم السعودي، ولكن ربما هذا أحد أسرار وخصوصيات الصندوق الأسود الخفية!!.. عموماً قضية التحكيم السعودي مشكلة قديمة ومعقدة وإدارية بالدرجة الأولى وتحتاج إلى مضاعفة الجهود لإنتاج جيل جديد من الحكام السعوديين يتميزون بالجرأة والقدرة على المواجهة دون تردد أو خوف من أندية وجمهور وإعلام، ولكي نصل بالتحكيم السعودي إلى الهدف المنشود من الضروري العمل على تغير وتطوير مهمة المقيمين وإبعاد المحللين وتحديداً الذين تبجحواي تقديم أنفسهم وكأنهم مشجعون وأصبح في نظرهم مقياس تقييم أداء الحكم في المباريات هو رضا أندية ومسئوليها دون أندية أخرى ومسيريها حتى وصلت الأمور إلى افتعال أخطاء على الحكام في مباريات معينة وتأليب وتحريض الجمهور الرياضي عليهم في أخرى، لذلك بكل اختصار وبكل تجرد من الظلم والإجحاف أن تبذل الهيئة العامة للرياضة هذه الأموال الطائلة ويقوم الاتحاد السعودي بهذه الجهود الكبيرة للنهوض بالتحكيم السعودي من جديد ويأتي من يهدم هذا البناء من أجل ميول أو مصالح خاصة!!.
الهلال وإنصاف الأرقام
تتميز وتمتاز لغة الأرقام بأنها لا تقبل أنصاف الحلول فلا مجال معها للمجاملة ولا مكان فيها للمجادلة فهي تعطي كل ذي حق حقه، فتنصف المجتهدين والمتميزين وتكشف المقصرين والمتهاونين، عنوانها الصدق والمصداقية وعملها فضح الألقاب الوهمية وتعرية الظواهر الصوتية، دائماً يخسر معها المتأزمون والفاشلون وينتصر بها الصادقون والناجحون، وهذا هو حال فريق الهلال مع لغة الأرقام في إنصافه والانتصار له وبالحديث بلسانه والدفاع عن ألقابه وأرقامه ليس على الصعيد المحلي والداخلي فحسب بل حتى على المستوى الخارجي والآسيوي، فالهلال السعودي هو الفريق الآسيوي الوحيد الذي وصل إلى نهائي أبطال أسيا 2017 دون خسارة، ليس هذا فقط بل فريق الهلال أكمل 4 سنوات و5 أشهر دون خسارة على أرضه وبين جماهيره في البطولة الآسيوية، وأيضاً الهلال هو أكثر فريق تسجيلاً للأهداف بـ255 هدفاً في البطولة الآسيوية فضلاً على أن الهلال هو زعيم القارة الآسيوية بواقع 6 بطولات آسيوية بكل أنواعها وتصنيفاتها مهما حاول بعض المحتقنين تغييب الحقيقة وتزييف التاريخ وهي أن هذه النسخة الجديدة للبطولة الآسيوية هي امتداد وتطوير لبطولة أبطال دوري آسيا والتي سبق وأن حققها فريق الهلال مرتين في تاريخه وتحديداً في عامي 1992 و2000 ولكن قاتل الله الجهل!!.. وفي المسابقات المحلية والمنافسات الداخلية يتصدر فريق الهلال كذلك المشهد على كافة الأصعدة بعدد البطولات وأرقام الانتصارات سواءً بالحكم المحلي أو بالتحكيم الأجنبي، وهذا الأخير هو ما نسف وأبطل كذبة تاريخية ظل إعلام التحريف والتزييف يرددها ويروج لها لتشويه إنجازات الهلال ولكن في النهاية وكالعادة خسر ذلك الإعلام الأغبر القضية لأن الهلال والهلاليين ببساطة اعتادوا على التعامل مع منافسيهم وخصومهم من خلال لغة الأرقام الصادقة والفاصلة والتي دائماً ما تنتصر للهلال!!.. على كل حال آخر الأرقام التي أنصفت فريق الهلال هي تلك الإحصائية التي ظهرت عقب انتهاء الديربي بين فريقي الهلال والنصر وكشفت الفارق الفني الشاسع بين الفريقين عندما يكون الهلال بأفضل وأوج عطائه ويكون لاعبو الهلال بأحسن أدائهم الفني وأكمل حضورهم الذهني وذلك من خلال نسبة الاستحواذ والتي وصلت إلى 70 % لصالح فريق الهلال طوال شوطي المباراة، وأثبتت للمتأزمين والمحتقنين أن هذه الإحصائية وهذه النسبة المثبتة بالأرقام العادلة والمنصفة والتي لا مجال فيها للاجتهاأو العاطفة ما هي إلا إنصاف جديد للهلال أزعم أنه آن الأوان الاعتراف بها والاستسلام لها!!