محمد بن علي الشهري
على مدى العقدين الماضيين وأكثر، لم يفتأ عقلاء وسطنا الرياضي ينادون بضرورة بقاء الإثارة التنافسية داخل المستطيل الأخضر وليس خارجه كما ظل يحدث، بعد أن تم سحب البساط من تحت أقدام المحرّك الرئيسي للعبة، وبعد أن تم اختطاف الكثير من وسائل الإعلام، وبخاصة إعلام الفضاء بما فيه الرسمي، وتحويلها في سباق محموم إلى مراكز وبؤر لبث الإثارة الرخيصة على حساب جماليات وقيم ومبادىء الرياضة وتنافساتها وأهدافها الطبيعية، وغيرالملوثة بالمقاصد والمطامع الرديئة.. لهذا كان من الطبيعي جداً أن يكون نتاج هذا الواقع المؤسف جيل (متوتر ومحتقن) من الإعلاميين والجماهير التي أضحت منقادة تلقائياً للانخراط في عالم ذلك الصخب، ولا يعنيهم ما يدور على المعشب الأخضر، اللهم إلاّ بقدر ما قد يتوافر لهم خلاله من سلبيات وأخطاء طبيعية يقيمون حولها المناحات ويشبعون فيها (لطماً) وهكذا دواليك.. وكان من الطبيعي جداً أيضاً أن تتأثر وتتقهقر كرتنا وأن تفقد الكثير من وهجها في ظل ذلك الانصراف الإعلامي والجماهيري عن التفاعل الإيجابي مع جوهر المنتج، وهو ما يدور في الملعب، إلى ضجيج وصخب أصحاب المصالح والأجندات الخاصة خارجه؟!.
الآن وقد حضر عرّاب مرحلتنا الرياضية، معالي الأستاذ (تركي بن عبد المحسن آل الشيخ) المدعوم يقيناً من عرّاب نقلتنا الوطنية على كافة الأصعدة، ولي العهد الأمين (محمد بن سلمان)، ومن خلال ما تم اتخاذه من قرارات حاسمة تصب في مصلحة رياضتنا بصفة عامة، فقد بدأنا نلمس ونستشعر الكثير والكثير من ثمار تلك القرارات التي انتظرناها طويلاً، من بينها اختفاء ذلك الصخب (المفتعل) خارج الملاعب، وهو ما سيجعل الاهتمام والتركيز والاستمتاع منصبّاً على ما يجري بأقدام النجوم وليس ما يجري على ألسنة (الحكواتيّة).
وهذا هو ما ظللنا ننادي ونطالب به.. وهو ما كنا وما نزال (ندندن) حوله.
شكراً لسمو ولي العهد.
شكراً لمعالي المستشار.
شكراً لرئيس اتحاد اللعبة.
نعم لتكريم الشهداء
أن يجود المرء بماله، أو بجهده، أو بهما معاً فداءً للوطن، فذلك واجب يُذكر فيُشكر.. ولكنه حتماً لا يرقَ بأي حال من الأحوال إلى مستوى بذل (النفس) رخيصة فداءً لتراب الوطن، وحماية لأرواح الآمنين داخل الوطن.
هكذا تراءى لي تفاعلاً مع قرار دعوة أبناء شهداء الواجب لحضور مباريات الأخضر خلال مشاركته فعاليات نهائيات مونديال روسيا الصيف القادم بمشيئة الله، وقبل ذلك مشهد تكريم نجل (الشهيد الشويهي رحمه الله) على هامش ديربي الغربية، وانتهاءً بمشهد تكريم أنجال الشهيد (عبدالرحمن الشهراني رحمه الله) على هامش ديربي العاصمة.
إن تكريم أبناء شهداء الواجب بأي صورة من الصور والعناية بهم دائماً، إنما هو تكريم للشهداء أنفسهم، وبالتالي فهو واجب حتمي على الجميع وليس (مِنّة) من أحد.
في مدننا ومحافظاتنا المترامية الأطراف، مئات الآلاف من الشوارع الرئيسية والفرعية مسمّاة إما بأسماء غريبة، أو بأحرف لا تدري هل هي أسماء، أم أفعال، أم صِفات.. فلماذا لا يتم تشريف بعض تلك الشوارع بأسماء هؤلاء الشهداء الأبطال، ولا سيما في المدن والمحافظات التي ينتمون لها، أي مساقط رؤوسهم، ففي ذلك تخليداً لذكراهم، وعرفاناً بتضحياتهم؟!.
أنا على يقين من أنه لو بلغ صوتي هذا أسماع وأنظار سمو ولي العهد الأمين، الأمير (محمد بن سلمان حفظه الله) فإنه سيبصر النور لا محالة.