يوسف المحيميد
قبل ثلاث سنوات، قال مدير مشاريع شركة سيمنز العالمية في بلجيكا بأنّ المملكة «ستحقق نجاحات في الطاقة الشمسية تفوق نجاحاتها في البترول»، وبالتالي ستكون منتجاً ومصِّدرًا كبيرًا على المستويين الإقليمي والعالمي، خاصة بعد التقنيات الجديدة في هذه الصناعة المتطورة، وخفض تكلفة إنتاجها إلى نحو أربعين بالمائة، فنحن نمتلك البيئة المناسبة، والإمكانات المالية، والقدرات البشرية المتطورة، فضلاً عن الإدارة الحكيمة التي تسعى لوضع المملكة في مرتبة متقدمة في مجالات تصنيع الطاقة عمومًا.
هذا الحراك الاقتصادي اللافت، يعني أننا لا نشعر بالقلق تجاه الطاقة المتجددة، ولا نحاربها دفاعاً عن مصدر الطاقة التقليدية، بل عملنا مبكرًا على مزيج الطاقة، بحيث نتوسع في مجالات الإنتاج والتصنيع في الوقود الأحفوري من جهة، وفي الوقت ذاته نضع أقدامنا بثقة وعزيمة في مجالات الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتصبح مملكتنا قريبًا، مملكة إنتاج الطاقة إلى العالم، وهي قادرة على ذلك بتوافر رؤوس الأموال، ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة، وكذلك في عقد الشراكات، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتقديم كافة التسهيلات لها، فضلاً عن توفر الكفاءات الوطنية الشابة، والخبرات الأجنبية اللازمة لمثل هذه المشروعات الجبارة.
ولا بأس أن نحلم، بل ندعو الجميع للانضمام إلى مملكة الحالمين، فمن لا يحلم ويسعى لتحقيق حلمه، سيبقى في مكانه، بينما يتجاوزه الحالمون الآخرون، ويسبقونه في تحقيق ما كان حلمًا، وينطبق عليه من وصفهم غاندي: في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر، ونحن في مرحلة حسم مهمة في مستقبلنا، فإما أن نستمر في اقتصادنا الريعي، ولا نخطو تجاه الاقتصاد المنتج وتنويعه، بأن نعتمد على البترول حتى ينضب أو يتحول العالم عنه إلى مصادر الطاقة المتجددة، وما يتبعها من منتجات تعمل على هذا النوع من الطاقة، أو نتحول تدريجياً باتجاه الطاقة المتجددة، بأن نعمل على عدة مصادر مختلفة للطاقة، تمثل معاً مزيجًا متكاملاً للطاقة، وهو الطريق الذي نسير باتجاهه، خاصة مع انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية عالمياً بأكثر من 40 بالمائة، بسبب التطورات التقنية المتعددة التي جعلت منها مجدية من دون دعم كبير كما في السابق.