إبراهيم بن سعد الماجد
هل يتحوّل الحلم إلى حقيقة والخيال إلى واقع نشاهده ونلامسه إنجازه بأطراف أيدينا؟ فها هو ذا أكبر إنجاز للبشرية يتحقق على أرض المملكة العربية السعودية فلقد استبشر أبناء الوطن كافة بهذا الإنجاز التنموي (نيوم) الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، وهو عبارة عن منطقة خاصة سيشتمل أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية، حيث سيكون أول منطقة ممتدة بين 3 دول بتكلفة تتجاوز 500 مليار دولار يتم تمويلها بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة ومستثمرين محليين وعالميين.
وتقع منطقة نيوم شمال غرب المملكة، على مساحة 26.500 كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2.500 متر.
وستكون (نيوم) في المستقبل القريب مثالاً يُحتذَى به عالميًّا، للارتقاء بجودة الحياة بكل جوانبها، من التعليم والصحة والغذاء والنقل والترفيه والصناعة التقنية الحديثة، إضافة إلى توظيف أحدث تقنيات المستقبل الأمنية وتضمينها في البنية التحتية للمشروع من أجل التأكيد على أمن وسلامة ساكنيه ومكتسباته، وتوفير فرص اقتصادية كبرى وهو كما عبر عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واصفًا المشروع بقوله:
«نحنُ نريد أن تكون نيوم نفسها، هي أول وأهم روبوت في نيوم، نريدها أن تكون الروبوت رقم واحد. كل شيء سيكون متصلاً بالذكاء الاصطناعي، كل شيء متصل بالإنترنت. وسيكون ملفك الطبي متصلاً بجهازك المنزلي وسيارتك ومرتبط بعائلتك وملفاتك الأخرى. وسيطوّر النظام نفسه في كيفية توفير أفضل الأشياء لك. اليوم نجد أن كل خدمات التخزين السحابي المتاحة مُنفصلة عن بعضها البعض - ففي السيارة هي قائمة بذاتها، وساعة آبل قائمة بذاتها، كل شيء قائم بحد ذاته. في نيوم، كل شيء سيكون متصلاً بالآخر. ولذلك لن يكون بمقدور أحد العيش في نيوم أو زيارتها دون الحصول على تطبيق نيوم الذي سيكون لدينا في ذلك الوقت. ولذلك سيكون أول روبوت في نيوم، هي نيوم نفسها. وهنالك الكثير من الأمور المتعلقة بقابلية العيش، يُمكن لأي شخص أن يجلس ويتخيّل.
وكما قال أيضًا Klaus Kleinfeld الرئيس التنفيذي لمشروع «نيوم»، إنه «عندما نجمع كل العناصر المتوافرة في أرض المشروع من مناخ وطاقة شمسية ورياح وموارد وموقع جغرافي وملاحة بحرية.. نصاب بالذهول».
وأضاف: «عندما نفكر في المشروع نجد أنه يشكل تحولاً، خاصة في ظل وجود جيل جديد ورؤية جديدة عن مستقبل تلعب فيه الاستدامة وجودة الحياة دورًا كبيرًا. نحن نريد أن نجمع كل هذه العناصر في مكان يمكن أن نعيش فيه حياة رغيدة».
كل ذلك ولا شك بفضل الله تعالى ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حتمًا أنه وكلما انتهينا من مشروع جديد بدأ لنا في الآفاق مشروعات أخرى قيد التنفيذ، إنها التنمية المستدامة وصناعة المستقبل الذي وعد به سموه أبناء الشعب السعودي وها نحن نراها تتحقق على أرض الواقع، فعندما نتأمل في الحاضر الذي يزخر بمشروعات تنموية مختلفة، تأتي القيادة الرشيدة دائمًا بالجديد الواعد للمستقبل في عالم أصبح المعيار الذي يحكم تقدمه وتطوره يتسم بالتطور التكنولوجي وامتلاك التقنية الحديثة حيث سيركز مشروع (نيوم)، على 9 قطاعات استثمارية متخصصة وهي: مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة، الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.
أحلام سعودية يسعى ولي العهد لتحويلها إلى واقع ملموس ينقل المواطن إلى عالم مختلف وهو محافظ على ثوابته الدينية، كما أكَّد سموه.