فهد بن جليد
العالم يقرأ التغير السعودي المتتابع والمتلاحق وفق الخطط التي أطلقها ورسمها سمو ولي العهد بذهول وإعجاب كبيرَين؛ فما يحدث يفوق الوصف حقًّا، وكأنه تحرير للمستقبل من قبضة الماضي, للدرجة التي شبهه فيها الرئيس الأسبق ساركوزي (بالتسونامي), بل إن عشرات وسائل الإعلام العالمية، بما فيها من محللين ومراقبين، ينظرون إلى المملكة وحضور الأمير محمد بن سلمان اللافت في الأيام الماضية بتفاؤل كبير؛ كونه المحرك الرئيس المنتظر للركود الاقتصادي الذي يعيشه العالم اليوم.
أكثر المتفائلين من الاقتصاديين في العالم لم يتوقع تلك الحزمة من المشاريع الاقتصادية الحالمة التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان، والتي تعد بطفرة غير مسبوقة في عالم يموج بالأزمات الاقتصادية والصراعات، وتعني أنه مهما تعكر المزاج الاقتصادي العالمي فثمة بقعة جاذبة تضيء بقدراتها واستقرارها وطموحات وعزم وعزيمة أهلها. واللافت هنا أن المملكة لن تقوم بهذه الخطوات بمعزل عن محيطها الجغرافي، ودون الاستعانة بتجارب وخبرات العالم من حولها، وهو الرهان الكبير الذي بعث الطمأنينة في نفوس المستثمرين عندما فتحت أمامهم الأبواب، ومنحوا الكثير من التسهيلات، مع ضمانة أكيدة ومؤشرات تؤذن بولادة عصر سعودي جديد من الانفتاح والترحيب، يقوده الشباب نحو المستقبل بكل ثقة وطموح؛ وهو ما يفسر تسابقهم نحو الرياض من أجل اللحاق بقطار المستقبل.
المواطنة الروبوت (صوفيا) تعني برمزية منحها الجنسية السعودية أننا بالفعل على أعتاب عصر سعودي جديد، وأن الأمير محمد بن سلمان وفريقه عازمون بكل جد وعزيمة للمضي بنا نحو المستقبل بكل ثقة، وأنهم يعون ما يقولون ويعنونه بالضبط؛ مما يترجم حقيقة الاستشهاد الذكي والمفاجئ من سموه عندما استعرض أمام عمالقة الاقتصاد العالمي في مؤتمر الرياض الاستثماري هاتفيه القديم والجديد، والفرق بينهما، كخير مثال لما ستؤول إليه الأمور في المستقبل السعودي، وفق رؤية فريدة في معالمها ومفرداتها، تتشبث بجذور الأرض والأصالة، وتحافظ عليها، في الوقت الذي تلامس فيه الأحلام والطموحات عنان السماء بلا سقف أو حد؛ لخلق بيئة ابتكارية وإبداعية واستثمارية، هدفها إعادة ترتيب أجندة وقاموس الاقتصاد العالمي، مع القبول بكل التحديات والرهانات، والعزم على تجازوها بصدق النوايا والإخلاص في العمل؛ من أجل خدمة وعلو مكانة إنسان هذه الأرض الذي يستحق حجز مقعده في مقدمة قطار المستقبل - إن لم يقده - بلا ضجيج أو ارتجاج؛ إذ لا مكان للمتخوفين والمترددين هنا. إنها معادلة يصعب أن يفهمها المحبطون والمرجفون، ممن لن ينتظرهم القطار كثيرًا.
وعلى دروب الخير نلتقي.