د. خيرية السقاف
في الإنسان دخيلة, كلُّ ما ينزل فيها, ويستقر يصعب تغييره إلا في حالات, أولها الزمن
وهو الكفيل بالتبديل, والتغيير, والنزع المحض, وثانيها المعرفة العميقة..
وفي الإنسان دخيلته ليست كخارجه, إنه يبدل ثيابه في اليوم مرات,
ويغير مكان جلوسه مرات, ومرات,
وينوع طعامه, وشرابه وجبة, وأخرى,
بل حتى وسادته التي تزامنه حلمه, وتمضي معه ساعات استغراقه يبدلها, ويغاير بين لبوسها ليلة, وتالية..
بينما الذي يتراكم في دخيلته فيذهب للاستقرار في منازل قناعته, ويقينه, واعتقاده لا يخرج مودعا هذه الدخيلة في غمضة عين, وانتباهها بيسر, ما كان مستقرًا فعلا هناك حيث مواطن الثبات, في أيٍّ من هذه المنازل, وإن لم ينزل هناك, وتظاهر الفرد في سلوكه الخارجي به, يكون قد دخلها لكنه بقي على السطح منها, في براح الهامش, ويكون قابلا لسرعة التغيير, ويسهل بذلك نقضه وإخراجه!!..
هذا حال الفرد, وحال الجماعة مع ما في دخيلتهم..
وحين تعبر المجتمعات بدوراتها, تتضح كوامن الدخائل في صدور الناس, حين يستطيعون التغيُّر السريع المفاجئ, أو الوقوف المتأمل الفاحص, قبل نفضها ليستقر النافع منها..
هنا يكمن مقياس الهامش, والعمق الممايز بين ما في دخيلة الجماعة حين تكون الذات الواحدة جمْعا, ويكون المؤشر لفحص ما قد كان, والتنبؤ بما سيكون..
وتلك ناصية التغيير في مجتمعات البشر, ومنطلقاتها!!..
ما كان هامشيا غير ثابت في الدخيلة يكون آيلا لسرعة التغيير, إذ لم يكن في القناعة, واليقين, والإيمان به..
فمنازل الحصيلة, تكشف عن معطيات البناء..
عن التعليم, والثقافة, والتنشئة, والمعرفة التي كانت..
التي نزلت..
أفي العمق..
أفي السطح؟!!..