يوما بعد يوم نزداد يقينا بأن بلادنا تسير نحو مستقبل عظيم لتكون ضمن العالم الأول بكل ملامحه ومعطياته الحضارية والإنسانية فمنذ أقر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله - رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- وأسس لها ضمن تصوره الطموح للغد التنموي والاجتماعي في ضوء ما تتميز به المملكة من مقومات جغرافية وتاريخية وروحية وموارد بشرية وطبيعية، حيث تتوالى الخطوات تباعا وبشكل متسارع يوحي بأننا في سباق مع الزمن من أجل تحويل الأحلام إلى حقائق والخروج من النمطية التقليدية في التفكير التي أفقدتنا الكثير من الفرص وقيدت انطلاقتنا باتجاه المنافسة عالميا رغم امتلاكنا كما أسلفت لكل تلك المقومات النوعية التي نادرا ما تتوفر مجتمعة في بلد واحد.
ومنذ الإعلان عن مشروع القدية الترفيهي الرياضي الضخم في الرياض مرورا بمشروع البحر الأحمر ذا الطابع التنموي العمراني، جاء الإعلان بالأمس القريب وعلى لسان سمو ولي العهد عن مشروع مدينة «نيوم» الضخمة برأسمال يتجاوز 500 مليار دولار، ليجعلنا أمام مشهد يبعث على الفخر والاعتزاز فلقد اختلطت مشاعر الفرح والزهو بما نراه ونسمعه من مشاريع تصنع مستقبل أجيالنا القادمة، وما زاد حجم الفرح والسرور وعمقه في قلوبنا هو هذا الأمير الشاب الطموح الذي يملك كل هذا الأفق والحكمة والفكر الخلاق الإبداعي. فلقد أحدث الأمير الشاب فارقا نوعيا في طريقة التفكير الشعبية ونجح في نقلها من النطاق الضيق إلى الحيز الفسيح، واستطاع بما حباه الله من حضور ذهني وكاريزمي أن يكسب احترام الأوساط العالمية من صناع قرار وقادة رأي عام واقتصاديين ومستثمرين، وهذا بلا شك يصب في صالح بلادنا وحاضرها ومستقبلها، فبهذا الحضور اللافت وهذا التأثير اللامتناهي على المستوى الإقليمي والدولي ندرك أن بلادنا بيد أمينة وأن الله ناصرها على كل من يتربصون بها مستهدفين أمنها ووحدتها واستقرار أركانها.
ولزاما علينا القول بأن القطاع الخاص السعودي أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه بلاده، حيث ينبغي عليه العمل جنبا إلى جنب مع القطاع العام الحكومي بالتوازي، وتوظيف طاقاته وخبراته بما يدعم السياسات والتوجهات الاقتصادية التنموية التي تبنتها الدولة ضمن أجنداتها للمرحلة المقبلة، وعلينا كقادة مال وأعمال المساهمة بفاعلية في الناتج المحلي الإجمالي عبر تنويع مجالات الاستثمار وخلق فرص العمل للشباب السعودي، وإضفاء الصفة الإبداعية على الأداء، تماما كما تعلمنا ذلك من سمو ولي العهد –حفظه الله -، وعدم الاكتفاء بالمتابعة دون تأثير أو تأثر، فجميعنا رأينا وشاهدنا المستثمرين من كل أنحاء العالم كيف تقاطروا على الرياض في مبادرة مستقبل الاستثمار بحثا عن الفرص، وإعلانهم المشاركة في مشروع «نيوم» برأسماله الضخم يأتي بمثابة شهادة اعتماد دولية بقوة ومتانة وجاذبية بيئة الاستثمار في المملكة في ظلما تنعم به من عوامل استقرار سياسي واجتماعي، وقوة شرائية، وتسهيلات ائتمانية وبنية تحتية متطورة.
ختاما فإننا ونحن نتابع الإعلان عن هذه المشاريع العملاقة بالإضافة إلى المبادرات التي تشملها رؤية المملكة 2030 ومنها برنامج التحول الوطني 2020 وبرنامج التوازن المالي، فإننا نتطلع إلى أن تسهم في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني لجعله يبتعد شيئا فشيئا عن الحقبة النفطية، والتي لا ننكر بأنها ورثتنا بنية تحتية متينة ونظاما تعليميا متميزا ونظام رعاية صحية جيد، ولكن علينا أن ننسى هذه الحقبة إذا ما أردنا أن ندلف إلى المستقبل بعين الواثق وقلب المؤمن بالله أولا ثم بحكمة قيادته العظيمة.
** **
عجلان بن عبدالعزيز العجلان - رئيس مجموعة عجلان واخوانه