جاسر عبدالعزيز الجاسر
يحاول ملالي إيران إظهار تماسك المجتمع الإيراني وتأييده لما يقومون به من محاولات لمواجهة رفض المجتمع الدولي ومقاطعة المحيط الإقليمي باستثناء المنبوذين منهم الذين لفظهم محيطهم الإقليمي.
محاولات ملالي إيران فشلت فشلاً ذريعًا بعد تزايد الاحتجاجات وتصاعدها إلى مستوى يظهر تحدي الشعوب الإيرانية لتسلط وسوء سلوك من يملكون بزمام السلطة في إيران، وقد شهدت ثلاث مدن في إيران مدى انحدار أخلاق ملالي إيران وتجاوزاتهم الأخلاقية.
لقي أحد الملالي المتحرشين في حوزة «جيذر» قرب ساحة «شكوفة» شرقي طهران تأديبًا على يد الشباب مساء الاثنين 23 أكتوبر وأحيل إلى المستشفى. وتناقلت وسائل الإعلام الحكومية يوم الثلاثاء الخبر وذكرت اسمه باختصار (م.س) وكتبت أنه يرقد الآن في غرفة العناية المركزة في مستشفى الإمام الحسين. وأمس مات في المستشفى إثر هذه العملية الجريئة.
يذكر أن مشاعر الكراهية والاشمئزاز لدى المواطنين والشباب تزداد يومًا بعد يوم إثر أعمال الفساد والإجرام من قبل الملالي الحاكمين.
كما تعرض عصر يوم الثلاثاء 24 أكتوبر ملا مجرم للضرب المبرح والشتم ولقي حتفه في طريق الخروج من مترو يسمى خميني في العاصمة طهران. أعلنت ذلك وكالة أنباء مهر الحكومية يوم الثلاثاء وعنونت الخبر أن رجل الدين المضروب في المترو لقي حتفه وادعت بأن الضارب ألقي القبض عليه.
أفادت التقارير الواردة أن صباح يوم الأربعاء 25 أكتوبر قتل أحد الملالي إثر تعرضه لإطلاق رصاص بالقرب من بستان «دلكشا» في مدينة شيراز. وأكَّد التقرير أن الضارب ترك الموقع بعد إطلاق النار.
يذكر أن هذه الحالة هي الثالثة لشن الشبان هجمات على الملالي المتحرشين خلال الساعات الـ24 الماضية.
واستمرارًا لسلسلة تظاهراتهم، نظم المواطنون المنهوبة أموالهم في الأحواز مساء الثلاثاء 24 أكتوبر تجمعًا احتجاجيًا أمام فرع مؤسسة «ملل» النهابة الواقعة في شارع «سي متري» في المدينة وأضرموا النار فيه، بحيث احترق المبنى بكامل ما كان يحتويه من الأجهزة والممتلكات في نار غضب المواطنين.
كما شهدت مدينة الأحواز عصر يوم الأربعاء 25 أكتوبر تجمعًا احتجاجيًا آخر نظمه المواطنون المنهوبة أموالهم أمام مبنى المحافظة واستمرت التظاهرة التي كان حضور النساء لافتًا فيها، حتى ساعات متأخرة من الليل. وأدان المجتمعون تدخل النظام في سوريا وقتل الشعب السوري بثروات الشعوب الإيرانية وهتفوا ضد حكم الملالي «اتركوا سوريا وفكروا في حالنا» ثم أكَّدوا عزمهم على استمرار تظاهراتهم بشعار «نحن أهل القتال نتحداكم في القتال» و»الأحوازي يموت ولا يقبل الذل» و»طالما نقودنا عالقة في الهواء، هذه الحالة مستمرة كل يوم». كما شن المجتمعون حملات ضد قادة النظام وهتفوا: «أيها القائد الحر! هل السرقة حرة!؟» و»عندما تفسد الحكومة فإن الشعب يتدخل» و»نصر من الله وفتح قريب والموت لهذه الحكومة الديماغوجية» و»الموت لروحاني والموت لسيف (رئيس البنك المركزي)» و»يا روحاني هذا آخر إنذار» و»لاريجاني القاضي شريك اللصوص» و»بنت (لاريجاني) جاسوسة ولا داعي أن يشفق (لاريجاني) على حالنا!».
كما رفع المجتمعون شعارات «نصر من الله وفتح قريب» و»اليوم يوم عزاء وودائع الناس عالقة في الهواء» و»نحن أهالي الأحواز، نستغني عن السرقة لأننا نملك النفط والغاز» و»ابتلعوا أموالنا وجاءوا بالسجون بدلاً منها».
كما في اليوم نفسه وبموازاة هذه التظاهرة، شهدت البلاد تجمعات احتجاجية أخرى نظمها العمال وسائر الشرائح، حيث طالب المواطنون المنهوبة أموالهم من قبل المؤسسة المالية «وليعصر» باستعادة ودائعهم في تجمعهم أمام دائرة الزراعة، كما كان احتجاج منتسبي فندق هرمز الدولي خمس نجوم في بندر عباس، وسائقي صهاريج الوقود في مدينة أراك، وعمال مشروع تقوية جسور السكك الحديدية في محور ميانة - مراغة وعمال «كيش جنوب» واحتجاج أهالي منطقة مسماة صياد شيرازي في القاطع الثاني لبلدية كرمان للاعتراض على عدم وجود الكهرباء والماء والغاز والخدمات البلدية الأخرى من ضمن هذه الحركات الاحتجاجية.