نوف بنت عبدالله الحسين
ليس بالضرورة أن تشبهني...
الأجمل أن تختلط بي...
فنصبح خليطاً جديداً متآلفاً... ونحتفظ بخواصنا..
نوف
كثيرٌ ما تختلط علينا الأمور إن أردنا أن نشبه بعضنا... فنصبح نسخة مشوهة عن الآخر.. وأذبنا من خلال ذلك جماليّات فينا وإبداعات كامنة.. لأننا اضطررنا أن نشبه الآخر... وبالتالي تكررت النسخ في كل مكان... فننساق دون أن نشعر نحو طريق مبهم... نكون أشخاصاً لا نعرفهم ونتآلف مع النسخة التي لا تشبهنا... فنصبح مجبرين على وأد شخصياتنا وميولنا وتوجهاتنا... وهنا سنكون كما لا لون لنا ولا طعم ولا رائحة... سنختفي ونندثر دون شعور..فتغادر بصماتنا الأصابع وتُمسح كياننا ونتلاشى...
الاختلاف سنَّة كونية.... وأساس للتوازن.... وكسر للروتين.... وتغيير في المفاهيم.... وتطور في المهارات... وانفتاح على الآراء... فلنبحث عن اختلافاتنا... ونعيد هندمتها... ونفتش في خزانة أفكارنا كيف نكون مختلفين بحب... نختلف بشغف... نختلف بفرح لف بسعادة...نختلف بأناقة...
ليس بالضرورة أن نتصادم أو أن نحدث تمرداً على قيمنا وأفكارنا لنختلف... بل ليكن اختلافنا إضافة جميلة لما هو حولنا... اختلاف أنيق يحدث تغيّراً إيجابياً في النفس والمكان والحدث...اختلاف يثير الإعجاب بتكوين بصمة بارزة... ذلك الاختلاف الذي يحسن النظر في الزاوية المختلفة باحترافية المبدع الشغوف بأفكاره وأناقة اختلافه... يساهم في غرس فكرة تحدث تغيّراً نحو الأفضل... فيكون الصدى أجمل وقع في النفوس.... وتتحقق المعجزة... ليكون اختلاف المكوّنات أجمل خلطة إبداعية تزدهر من خلالها الأرواح إقداماً وعزيمة...
فهنيئاً لمن أحدث اختلافه جمال في التطلعات... وإيماناً في روعة الاختلاف... الذي يحدث التغيير للأجمل والأفضل... ولنحذر من اختلاف متمرد... يدمر قيمة.. أو ينزع هوية...
الاختلاف الحقيقي هو أن تبرز هويتك وقيمك وتوجهاتك بما يخدم كل ذلك... لكن من بقعة ضوء مختلفة... وعلى أرضية متجددة... ووهج إبداعي متدفق...