د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
هنيئاً لبلادنا هذا الشوق الحضاري الذي تحفل به؛ وتحتفي به عقولنا التواقة في مشروعات عملاقة تتوالى. وهنيئاً لشعبنا السعودي قيادتنا الرشيدة التي تستولد الهمم وتستنهض العبقريات، وتجيد باقتدار ممنهج التعامل مع الحراك العالمي ومتطلبات شبابنا وفوراتهم الذين هم حقول نضرة يشرق استزراعها. وهنيئاً لأبناء بلادنا شيباً وشباباً، تلك الإطلالات العميقة على جل قارات العالم بشراكات عليا تحمل في طياتها الفكر السعودي الفوار الذي يتكئ على ممكنات المكان والمكانة؛ وقدرات ابن الصحراء وذكائه؛ وتدعمه بقوة إرادة القيادة الحكيمة يمثلها سمو ولي العهد مهندس الرؤية السعودية الجديدة والحضارة السعودية القادمة التي يقود سموه مراكب التغيير فيها، ويوجه سموه أيضاً حراك بلادنا نحو العالمية بقدرات خلاقة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين صانع بوابات النهوض في بلادنا. فعندما يتحدث سمو ولي العهد عن فوران مستقبل الاستثمارات في بلادنا فهو إعلان جلي نفاخر به الأمم أن تكون بلادنا قريباً - وبإذن الله وتوفيقه - عاصمة المال والأعمال؛ وحاضنة لكل صياغات التنمية البشرية. وقد تحدث سمو ولي العهد في الأسبوع الماضي عن مشروع «نيوم» العملاق، وارتقى سموه المنهج ذاته الذي دائماً ما يصافحنا به عند إعلان المشروعات العملاقة ذات الشراكات الإستراتيجية العالمية، وهو منهج الوضوح في الحوار والغزارة في الإجابة عن كل الاستيضاحات حولها بلا حدود؛ وبمستوى مبهر أخاذ ينطلق من القناعة والثقة بإمكانات بلاده وشعبها، فكان حواره - حفظه الله - في الأسبوع الماضي حول مشروع (نيوم ) دخولاً قوياً في عصر جديد؛ ومستقبل تشكله إرادة جديدة مختلفة، فالمشروع يقع في العمق من ممكنات النهوض «الطاقة والمياه؛ النقل؛ التقنيات الحيوية؛ الغذاء والمعيشة؛ الترفيه؛ الإعلام والإنتاج الإعلامي؛ التصنيع المتطور». وفي مفاصل تلك المصفوفات التنموية سوف تستثمر المواهب، وتُشجّع الطاقات الشابة، وتُبنى التحالفات الدولية وتُستثمر الفرص؛ كما أن حوار سموه حول المشروع الذي خصّصه للحالمين التواقين الذين يرسمون الصورة الذهنية المحفزة عن مستقبل ذلكم غراسه وإمكاناته؛ وأولئك هم قياداته السياسية التي تنشد السلام والاستقرار والحياة الكريمة، متكئة على العقول المبدعة والأيادي الوطنية التي تقطف من مباهج الوطن أغلاها، وتتحرر من قيود المستحيل، وتحمل بإصرار حاضرها لينتقل بقوّة مكتنزاً للمستقبل،ما أن مبادرة مستقبل الاستثمار محفز على التغيير السريع، ومحفز نحو السلوك الإيجابي وزراعة الثقة في مقدرة الأفراد والجماعات ومن ثم المؤسسات، ومحفز نحو صناعة الذات الإيجابية، وداعم للمشاركة الشجاعة في ريادة الأعمال محلياً وعالمياً؛ ثم هي صيد مجز يتمحور حول لغة الأجيال الحاضرة والقادمة التي رضعوها صغاراً وانتهجوها كباراً، والمتمثلة في التكنلوجيا والحراك التقني الجديد.
ولعلنا نستبق «نيوم» فنرسم صورة ذهنية محفزة لأوقاتنا القادمة، فشكراً لكل من رسم سعادة على بساط مستقبل أجيالنا.
بوح الختام..
«فلتبق يا أمل الشباب وفخرهم
ظلا على كل البلاد ظليلا»