سعد بن عبدالقادر القويعي
انطلاقاً من قناعتهما بضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب، فقد أثمر التنسيق بين «حملة السكينة» السعودية، و»مركز صواب» في أبوظبي، عن عودة «74» رجلاً، وامرأة إلى صوابهم، وتخليهم عن الفكر المتطرف، بعدما نجحا في كشف كذب، وخداع، واستغلال تنظيم داعش لأفراده، وهو ما أكده رئيس حملة السكينة لتعزيز الوسطية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد -الدكتور- عبدالمنعم المشوح، أن: «العمل المشترك بين مركز صواب ومقره في أبوظبي، وحملة السكينة في السعودية، حقق نتائج إيجابية، واختصر الوقت، ووسع دوائر التأثير؛ لمواكبة أي تحديات إرهابية ناشئة».
إن دعم تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب تعتمد في إحدى صورها -العلمية والعملية- على الاستفادة من جهود التنسيق، والاتساق التي تبذلها «حملة السكينة»، التي تنفذ على نحو يتماشى، وأولوياتها، كوضع الخطط العملية للتصدي للحسابات المشبوهة، والمواقع الإلكترونية التابعة للإرهاب، وتطوير الآليات للتعامل الإعلامي مع الفكر الإرهابي المتطرف، ودحره إعلامياً وفكرياً، إضافة إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب، على أساس أنه يعد واحداً من أشد الأخطار التي تهدد السلام، والأمن الدوليين، مع ضرورة مواصلة الجهود، والتعاون للقضاء على هذه الظاهرة التي طالت العالم، وأضرت بالإنسانية.
في سياق عرض رؤية حملة السكينة لمراكز مكافحة الإرهاب، أشار الدكتور المشوح إلى تركيز الحملة في 2015، و2016 على مدّ الجسور مع الجهات المشابهة التي تعمل في ذات الاتجاه؛ لنقل تجربة الحملة، وخدمتهم فيما تتميز به؛ ولسدّ العجز، والنقص لدينا في بعض الجوانب، وهو -في تقديري- سعي إلى تحقيق أفضل استفادة ممكنة للخبرة الكبيرة المتاحة في جميع أنحاء منظومة «حملة السكينة»؛ من أجل تنفيذ المشروعات، والاستفادة من الخبرات الفنية التي توضع، وتموّل، وتنفّذ مع الشركاء، وذلك من خلال تبصير الأمة، وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، والتحذير -في الوقت ذاته- من التردي في درك الأخطاء، وتطوير السياسات، والمعايير، والتشريعات الوقائية، والرقابية لمكافحة دعم، وتمويل الإرهاب، والوقوف بحزم ضد جرائم تمويله.
بقي القول: إن تفعيل الشراكات، والبرامج العملية مع «12» جهة حول العالم، والتي تُعنى بتعزيز الوسطية، ومحاربة التطرف، والإرهاب، والحرص في مسارات العمل على المخرجات النهائية، وإشراك الجهات في مجريات العمل، وتوثيق كامل الخطوات، مع قياس الأداء كما ذكر -الدكتور- المشوح، دليل على وجوب تعزيز قيم العمل المشترك بما يخدم الجهود الدولية في مكافحة التطرف، والإرهاب في العالم، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف، وأدوات نشره، وترويجه، والعمل على محاربة خطاب الكراهية، والعنف، والتمييز الطائفي، والتأجيج المذهبي.