رقية سليمان الهويريني
تابعت بجذلٍ فعاليات مشروع «نيوم» الذي يحكي قصة مستقبل لم يبدأ بعد، تسطرها إرادة الأمير محمد بن سلمان الذي يعقد عزمه ويبني آماله بعد الله على شباب وطنه، ويؤكد في كل محفل أن الإنسان السعودي هو العنصر الأساس في نجاح أي مشروع وطني، ورهانه على شباب بلده يجعلهم في حالة حماس وتوق إلى تحقيق الرؤية المباركة.
ما أسعدني في حديث سمو الأمير خلال الحوار المفتوح في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار هو أن مشروع «نيوم» للحالمين، وهو بذلك يقطع علينا الوقوف عند عبارة: هل نحن نحلم؟ وكأنه يقول: عليكم الحلم وعلي تحقيقه! وقد تعبنا من واقع ممل ونحن نعيش مدة اليوم في شهر بانتظار تحقيق أحلامنا الوطنية البسيطة!
ولم ينس الأمير الشجاع صاحب المبادرات أن يعدنا باضمحلال التطرف ويبشرنا بزوال الظلامية التي رزح تحت نيرها جيل كامل من الشباب الذين أصبحوا كهولاً دون أن يشهدوا التقدم والحضارة التي تليق ببلدهم ومكانتها العالمية.
تحدث سمو الأمير محمد بلغة الشباب الذين يرفضون ضياع عمرهم بين فكر مختطَف وحزبية وافدة وأدلجة ملوثة ودروشة تافهة دون أن يعيشوا حياة طبيعية كجميع شعوب العالم الذين يتقبلون التغيير ويسايرونه ويضيفون له دون مساس بالثوابت عقيدة وشريعة وسلوكاً. وحين يصدع بهذه اللغة فكأنه يرخي رباط الحزام الناسف ويبطل مفعوله، ويعلق قلادة النجاح ويثبّت وسام التفوق على صدر وطن أنهكه التطرف وأوجعه الإرهاب!
وغداً، عندما يأتي ذكر المملكة العربية السعودية سيتهلل وجه المتحدث عنها من مواطنيها وسيرهف المستمع أذنه، وتتوق نفسه لزيارتها حاجاً ومعتمراً ومستثمراً وسائحاً ومستكشفاً لتاريخها ومحباً لجغرافية أرضها.
وغداً، سيتحقق الاكتفاء الشامل لبلدنا، ويكون مصيرنا بيدنا، وستتحدث الآلة بلغة عربية ولهجة سعودية بيضاء تحكي قصة مشوقة - لا تنتهي فصولها - عن مستقبل وطن لا يخطو؛ بل يقفز حواجز التحديات!