تأهل الهلال بجدارة لنهائي دوري أبطال آسيا بعد تعادله الإيجابي مع بيروزي الإيراني بهدفين لكل منهما في لقاء إياب دور نصف النهائي، الذي جمع الفريقين في العاصمة العمانية مسقط. وكان الزعيم قد حقق انتصارًا كبيرًا في لقاء الذهاب برباعية نظيفة في ديار زايد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي التي احتضنت لقاء الذهاب الذي من خلال نتيجته الكبيرة استطاع الهلال وضع أكثر من قدم في النهائي الكبير؛ إذ أراحت لاعبيه كثيرًا.
ورغم أن الأداء في لقاء الإياب لم يكن وفق تطلعات جماهير الهلال، وبمستوى أقل من المأمول، وهذا طبيعي جدًّا؛ كون الهلال دخل المباراة وفي جعبته أربعه أهداف، وكان من واجبه المحافظة عليها؛ لذلك لعب مدافعًا، وحقق في نهاية المطاف مبتغاه، وهو التأهل.
والزعيم وهو يصعد للمباراة النهائية يحمل لواء التطلعات الكبيرة للكرة السعودية، بل العربية؛ كونه الممثل الوحيد للعرب، وهو من يعقد الجميع آمالهم عليه واضعين ثقتهم فيه.. ولا غرابة في ذلك؛ فالهلال دائمًا مصدر الفرح، وعنوانه الرئيسي.. ولن أبالغ إن وصفت نادي الهلال بأنه وزارة السعادة لكثرة إنجازاته وبطولاته التي حققها، وأدخلت السعادة في نفوس محبيه. وعودة الهلال لمستواه وموقعه الطبيعي في صدارة آسيا بمنزلة عودة الكرة السعودية قاطبة؛ فالهلال هو بمنزلة العمود الفقري للكرة السعودية، وقد لاحظنا في ظل غياب الهلال في المواسم الماضية عن تحقيق الدوري والبطولات الكبرى كيف كان وضع الكرة السعودية، والآن عندما عاد وقدم مستويات كبيرة رأينا التحول الملحوظ.
وها هو المنتخب السعودي يعود ويتأهل لمونديال كأس العالم. أما عن البطولة الآسيوية فهي أقرب للهلال في نسختها هذه من أي وقت مضى؛ كون الزعيم الفريق السعودي المتكامل والقادر على المضي قدمًا بأحلام عشاق ومحبي الهلال والكرة السعودية، ومن جميع الاتجاهات عناصريًّا؛ فالهلال يمتلك أفضل العناصر المحلية والأجنبية القادرة على صنع الفارق مقارنة بالفرق الأخرى، ليس محليًّا بل حتى على المستوى القاري؛ وخير دليل ما قدمه من مستويات كبيرة في مراحل البطولة الآسيوية، يقودهم جهاز فني قدير بقيادة المخضرم دياز محققًا معه نتائج إيجابية وأكثر من رائعة على الأصعدة كافة محليًّا وخارجيًّا.
وتقود المنظومة إداريًّا إدارة، يقف على رأس هرمها (وجه الذهب) الأمير نواف بن سعد المتربع على قلوب الهلاليين جميعًا.. فالكل خلفه داعم، لا يبخلون على عشقهم، ويبذلون لأجله الغالي والنفيس، ويبادلونه الحب والوفاء.. فمثلما يغدق عليهم بالبطولات في كل موسم يقدمون له كل أشكال الدعم، كل بطريقته التي يتقنها، فالجمهور يقف دائمًا مساندًا فريقه في اللقاءات عامة، المهمة والعادية والدورية، وأعضاء الشرف تراهم في مقدمة الداعمين إن لم يكن ماليًّا فمعنويًّا بالوقوف خلف زعيمهم.. ولا ننسى الدور الكبير الذي توليه هيئة الرياضة ممثلة برئيسها الأستاذ تركي آل الشيخ الذي يقدم دروسًا في مساندة الأندية السعودية التي تشارك خارجيًّا من خلال دعمه اللامحدود بالوقوف خلفها، سواء من خلال المكافآت المالية التي قدمها، والتي وعد بها في حال تحقيق البطولة أو بحضور المباريات.. فكل عشاق الرياضة يدعمون زعيمها في هذه البطولة حتى يتحقق حلم الجميع بحصاد البطولة الغائبة عن خزائن كرة القدم السعودية.
** **
- عمر القعيطي