** الأعمال الإنسانية والتطوعية والخيرية التي يقوم بها الإنسان فضلاً عما فيها من أجر موفور عند الله فإن فيها سعادة داخلية تضفي على حياة الإنسان راحة وطمأنينة، ولهذا يقول المثل «إذا نثرت العطر على غيرك فلا بد أن تشُمَّ رائحته».
* * *
=2=
الملك سلمان- حفظه الله- من الناس النادرين الذين عاشوا حياتهم للخير ووظفوا وقتهم وجهدهم وجاههم ومالهم
لمسح دمعة يتيم
وجبر مكسور
وخدمة معاق
ورحمة فقير
فمنذ أكثر من نصف قرن نذر نفسه لأعمال الخير سواء داخلياً أو خارجياً، وسواء على المستوى الرسمي أو الشخصي ومنذ تولى إمارة الرياض رأس لجان التبرعات والمساعدات والبر بدءاً من مساعدة الجزائريين على الاستقلال إلى مساندة الفلسطينيين وغيرهم.
وبالداخل كان أول رئيس لمجلس إدارة جمعية البر بمنطقة الرياض التي أصبحت من أكبر الجمعيات وأكثرها وفرة مادية وأوقافاً، ناهيكم عن بقية اللجان الأخرى كجمعية إنسان وجمعية الشيخ ابن باز ومؤسسة الشيخ حمد الجاس وغيرها كثير، فضلاً عن وقفاته في فك كربات المحتاجين والتصدي لحل مشكلات المواطنين بوصفه إنساناً وليس مسؤولاً فقط.
وظل هذا نهجه رعاك الله بعد تولي الملك: عناية بالفقراء والمحتاجين من أبناء وطنه ودعماً لمؤسسات الخير وتوجيهه للمسؤولين والوزراء بكل ما يقي من الحاجة ويوفر العيش الكريم
كما ظلت عنايته بمن هو خارج الوطن من إخوته المسلمين وغيرهم وتاج ذلك إنشاؤه -حفظه الله- لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية ودعمه الكبير له.
لهذا فهو ملَك مشاعر الناس وسكنت محبته قلوبهم وارتفعت له دعوات المحتاجين والمعافين والأيتام في كل وقت.
* * *
=3=
إنني وكل محبيه ومحبي الخير.. نتطلع لاستمرار «منظومته الخيرية» التي تعددت لآلئها وذلك بإطار مؤسسي... نتطلع لقيام «مؤسسة سلمان بن عبدالعزيز الخيرية» لتعمل بنهج تنظيمي مستدام ويكون رئيس مجلس أمنائها صاحبها الملك سلمان حفظه الله، وتقوم المؤسسة بهدف تدفق «نهر خير هذا الإنسان» داخلياً وخارجياً وتنمية مواردها ولتبقى له -رعاه الله- صدقة جارية له بإذن الله.
وما أحرى بسمو ولي العهد ابنه البار الأمير الذي سار على نهجه بذل الخبر وآخر ما قام به دعمه المالي للجمعيات الخيرية بالمملكة لتواصل مطر عطائها للظامئين إليه.
لذا فالمؤمل من سموه أن يتبني قيام هذه المؤسسة التي تحمل اسم والد الجميع لتكون أيقونة جمعيات الخير بوطن الخبر.
* * *
=4=
وبعد
لقد كان الملك سلمان يشرف على الأعمال الخيرية واللجان والتبرعات بنفسه وكان يعطيها من الاهتمام والبذل مثلما يعطي لعمله بالإمارة.
الآن بعد تقلده الحكم وازدياد مسؤولياته وأعبائه الداخلية والخارجية - أعانه الله - من الصعب على مقامه أن يوجه كثيراً من وقته وجهده للأعمال الإنسانية مثلما كان بالسابق بحكم مسؤولياته الكبرى حالياً.
لذا ما أجمل أن تقوم هذه المؤسسة التي تتشرف بحمل اسمه الكريم لتواصل مسيرة الخير ونفع الناس ولتُبقى له حفظه الله عاطر الذكر ووافر الأجر بإذن الله.
* * *
=5=
الختام المسك:
*كان العالم الورع سفيان بن عيينه يقول في سجوده: اللهم إن يحيى البرمكي (وزير الرشيد) كفاني أمر دنياي، فاكفه أمر آخرته، ورأى أحد الأخيار بالمنام الوزير يحيى فسأله: ما صنع الله بك؟ قال: غفر الله لي بدعوة سفيان بن عيينة.
أسأل الله يا خادم الحرمين أن يستجيب لدعاء الأخيار من محتاجين وأيتام ومعاقين لكم بالسعادة بالدنيا وبجنة المأوى بالآخرة.