خالد بن حمد المالك
أمامي الكثير من المضامين، والعناوين، والمحاور، في حديث الأمير محمد بن سلمان لجلسة «نبض المستقبل» وحين أتمعن فيها، أجد أننا أمام مرحلة تغيير حقيقي للرتابة والتقليدية في التعامل مع المتغيرات على مستوى العالم، والتغيير الذي تحدث عنه الأمير هو لكي نحجز لنا موقعًا متقدمًا بين الدول الكبرى والمؤثرة في حضارة الإنسان وقوته وقدرته على النهوض من الأزمات الاقتصادية والأمنية التي أطلت على العالم بالتدرج مع بداية الألفية الجديدة.
* *
نحن جزء من العالم المؤثر وليس التابع، يحتاج الغير لنا بقدر احتياجنا له، خياره أن يتعاون معنا كما هو خيارنا، وتكامل نجاحه لن يكون بدوننا، ولن يكون نجاحنا حين نعزل أنفسنا عنه، هذا ما يمكن به تفسير مضامين الحديث المهم للأمير الشاب، وهذا ما يمكن به أن نترجم تطلعاتنا وطموحاتنا نحو الغد الأفضل، والمستقبل الأجمل، وضمان الأمان لأبنائنا وأحفادنا ومستقبلنا جميعًا مع وجهة المستقبل.
* *
الأمير محمد يتحدث عن الخطوات التي بدأت ومن شأنها أن تضع المملكة على خريطة الدول المتقدمة، فكل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء عظيم وكبير داخل المملكة - والكلام للأمير- الذي يتساءل: لماذا نبني مدينة بشكل تقليدي، بينما لدينا الفرصة لأن ننتقل إلى جيل جديد في طريقة الحياة، إلى مدن التقنيات في الصحة والخدمات وغيرها، ويكرر الأمير محمد بأنه لن يعمل إلا مع الحالمين لخلق شيء جديد في هذا العالم، لهذا جاء اهتمامه وتفاهمه مع عديد من الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال لتبني أفكار سموه، واستغلال الظرف والقدرة الهائلة التي يحققها مشروع (نيوم) للمستثمرين.
* *
في حديث الأمير إشارات إلى العمل الكبير الذي سبق الإعلان عن مشروع (نيوم)، فهناك - كما يقول ولي العهد- الأصدقاء الذين عملنا معهم في الفترة الماضية على هذا المشروع، وهناك مستثمرون ممن لديهم حلم بأن يبني أكبر شرائح طاقة شمسية في العالم من خلال المشروع، على شكل ألواح طاقة شمسية، مضيفًا بأن أهم الصناديق في العالم تريد أن يكون لها فرصة في مشروع يخدم طريقة حياة البشرية بشكل مختلف، كأن محمد بن سلمان يريد أن يقول: إن الدراسات والأبحاث التي سبقت الإعلان عن هذا المشروع العملاق لا تسمح بالتشكيك في نجاحه، فقد أخذ حقه من الدراسة، وأوكل أمر ذلك إلى أشهر الخبراء والمختصين، بما لا حاجة إلى إطلاق افتراضات لا تلامس الواقع.
* *
من بين أهم ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لطمأنة المواطنين والمستثمرين بأن المملكة لن تضيع سنوات أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة، مضيفًا نريد حياة تترجم ديننا السمح، اتخذنا خطوات في وقت مضى كانت واضحة، وسوف نقضي على بقايا التطرف، وفي القريب العاجل نحن سنعود للإسلام الوسطي والمعتدل والمنتج والمنفتح على العالم، وهذه كما فهمها الجميع طمأنة بالتغيير الذي بدأ مع عهد الملك سلمان في التعامل مع المتطرفين، وأولئك الذين سيسوا الدين لصالح أجنداتهم المشبوهة، وأخروا المملكة سنوات من أن تكون جزءًا من هذا العالم المتحضر، وضيعوا عليها فرصًا كثيرة للتطور باستخدام إمكاناتها الهائلة في تحقيق ما هو أفضل.
* *
نحن إذا أمام تحول اقتصادي وحضاري وثقافي هائل، وقد بدأت ملامحه مع إطلاق رؤية المملكة 2030 ثم تتالت الإنجازات وقد أعلن عن كثير منها، وما زالت المملكة موعودة بالشيء الكثير من الإصلاحات، وبخاصة تلك التي أعاقت المملكة من أن تأخذ مكانها الصحيح بين دول العالم، وأن تكون واجهة حضارية واقتصادية، كما هي الدول الكبرى.