«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
وقعت وزارة الصحة مذكرة تفاهم مع مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، تهدف إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية، القائمة بين الوزارة والمدينة منذ عام 2002، حيث تتضمن هذه المذكرة وضع الخطط والدراسات اللازمة حيال توفير الرعاية الطبية التأهيلية المتخصصة والتي تشمل مستشفيات الرعاية التأهيلية، ومراكز التأهيل الطبية وكذلك مراكز الرعاية «طويل الأمد».
وجاء توقيع هذه المذكرة امتداداً لتوجيهات وزارة الصحة الرامية إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال الصحة وتحفيز القطاع غير الربحي والقطاع الخاص في تقديم منظومة متكاملة مع المرافق الطبية والتي بدورها تكمل منظومة المستشفيات الحكومية التابعة للوزارة، إضافة إلى الرسالة السامية التي تنتهجها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم) وما تقدمه من البرامج التأهيلية وخدمات الرعاية التأهيلية التي تتم وفق معايير عالمية في المملكة العربية السعودية، وفي منطقة الشرق الأوسط.
وقال وكيل وزارة الصحة للتخطيط واقتصاديات الصحة د. خالد بن محمد الشيباني في تصريح خاص لـ»الجزيرة» عقب توقيع الإتفاقية..
مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية تقدم خمات عالية المستقبل ومن خلال تخصص نادر واستطاعت أن تكون رمزاً لجودة الخدمات التأهيلية.
وقال إن وزارة الصحة وهي مقبلة على التحول في القطاع الصحي وتقديم الخدمة المتميزة للمرضى عن السابق وبالذات التركيز وبشكل مختلف في نموذج الرعاية.. والقضاء على الفجوات التي كانت تقدم للمريض والعمل على تحسينها وتطويرها من ضمن خدمات التأهيل ومصابي حوادث السيارات والجلطات التي تحدث من جراء أمراض السكر والأمراض المختلفة.
وأضاف بأن الدولة كانت تعمل على إرسال مواطنيها ألى الخارج في بعض الحالات خاصة مجالات التأهيل.. ومن هذا المنطلق قامت وزارة الصحة بالعمل مع مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية بعد أن أثبتت هذه المدينة فعالياتها وقدراتها على علاج مثل هذه الحالات التي تراجع فيها.
وبين بأن ما هو موجود في هذه المدينة من كوادر طبية وتأهيلية وأجهزة ومعدات يجعلنا متفائلين بخدمات هذه المدينة لعلاج حالات الجلطات وحوادث السيارات وبعض الحالات التي تحتاج إلى التأهيل وخاصة معايير العلاج التي في هذه المدينة تتفوق على المعايير العالمية وسوف نستفيد من خبرات المدينة العلمية والتأهيلية والطبية من خلال شراكة طويلة تعود على المريض بالفائدة.
وأوضح الشيباني بأن هذه الاتفاقية التي وقعت بين وزارة الصحة والمدينة سوف تحد من السفر للعلاج في الخارج ويبقى المريض في بلده وبين أسرته بتلقي رعاية صحية فائقة الجودة، وسوف يجد المواطن علاجه في المملكة بالكامل مؤكداً أن الأعداد والتي تطلب العلاج للتأهيل في الخارج سوف تتقلص بوجود هذه المدينة.
واختتم الشيباني بأن هناك مبادرة خاصة صدرت وتوجيه من المقام السامي بخصوص حوادث السيارات المرورية والسلامة المرورية، ومعالي وزير الصحة يرأس هذه المبادرة، وهذه اللجان تعمل للحد من هذه الحوادث، وهي لجنة وزارية تدرس مبادرات عدة ومن خلال فريق واحد لمعالجة هذه المشكلة والتخفيف من الأعباء التي تواجه المستشفيات من جراء هذه الحوادث المرورية، وهذه مشكلة اجتماعية فيجب أن تكون هناك مبادرات وإجراءات للسلامة المرورية وما يحصل من ضحايا وإعاقات.
وقال الرئيس التنفيذي للمدينة عبدالله بن حمد بن زرعة لـ»الجزيرة» إن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها بين المدينة ووزارة الصحة هو عمل إستراتيجي، ونحن نعمل مع وزارة الصحة، وهناك عمل تكاملي بين المدينة ووزارة الصحة ونسعى مع وزارة الصحة إلى العديد من البرامج والشراكات في مجالات عدة منها علاج مرض (داء الفيل)، وهذا من الحالات الصعبة التي لا يتيسر علاجها في أي مستشفى.
وأضاف ابن زرعة بأن العمل التكاملي بين المدينة والوزارة موجود في مجالات عدة ومنها التأهيل من أثر الحوادث المرورية والجلطات من خلال عمل برنامج متكامل متخصص لهؤلاء المرضى.
وبين بأننا بعد توقيع هذه الاتفاقية استطعنا تأطير العمل بطريقة قانونية أكبر تخدم المريض، إضافة إلى مزيد من البرامج الشاملة ومن خلال دراسات مشتركة بين الوزارة والمدينة، كذلك دراسة الاحتياج الفعلي لمراكز التأهيل على مستوى المملكة وما تحتاجه الوزارة من هذا النوع من التأهيل وجراحة العظام، ونحن نسعى لسد الطلب على الاحتياج للعلاج في هذه المدينة.
وأوضح ابن زرعة بأن مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية ولا الجهات الأخرى غير كافية لسد الاحتياج لهذه الأعداد الكبيرة والتعاطي معها ولكننا نسعى إلى وضع برامج الوقاية ومنع الحوادث ومنع الإشكالات التي تتم عن طريق زواج الأقارب، والإصابات التي تنجم عن حوادث الطرق، إذ إن الوقاية خير من العلاج، ونحن نعمل مع وزارة الصحة على هذه الجوانب لنشر الوعي في المجتمع. وأخيراً وقعت المدينة مع عدد من القنوات وبعض الوسائل المؤثرة اتفاقيات شراكة في مجال التوعية للحد من منع الأمراض لأنه مهما كانت إمكانات أي دولة لن تكفي للحد من هذه الأسباب إلا بالتوعية والإرشاد.
وأشار ابن زرعة بأن البرامج التي نسعى لتطويرها مع الوزارة بشكل مؤثر هو الحد من الإعاقات ومن الأمراض وخاصة أمراض السكري والسمنة وحوادث الطرق، وسوف نبدأ العمل عليها قريباً.
وأوضح بأن الطاقة الاستيعابية للمدينة حوالي 511 سريراً، وهي من أكبر المستشفيات التخصصية في مجال التأهيل، ولكن مهما توسعنا فإن الطلب سوف يتنامى ولكننا نعمل على المجالات التوعوية، مشيراً بأن المدينة تملك مشروعاً كبيراً لصناعة الأطراف الصناعية، وهو مركز الأمير سلطان للأطراف، وهو واحد من أكبر المصانع التي تصنع الأطراف وهو يقوم بخدمة حوالي 9000 مريض سنوياً وتغطي معظم المناطق بهذه الأطراف، وهناك حالات تحول لنا من دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل جار لتطوير هذا المركز من خلال تقنية عالية وذات الجودة العالية بالتعاون مع شركات ألمانية.
واختتم تصريحه بأن المدينة تتوجه لكل القطاعات الصحية الحكومية والأهلية من خلال خدمة المريض الذي يحتاج مثل هذه العلاجات طالما بأن هذه الاتفاقيات تعود بالخير على المجتمع.