«الجزيرة» - محمد الغشام:
أجمع إعلاميون عرب، يمثلون دول المقاطعة الأربع، على أن النظام القطري ينتهج سياسات الإرهاب منذ عشرات السنين، وأن الشيخ تميم يكمل ما أسسه والده من تبني للإرهاب والإرهابيين، وأن قطر تبنت تنظيم الإخوان الإرهابي من زمن الجد عندما استضاف المحرض الأكبر يوسف القرضاوي.
وخلص المشاركون في ندوة «الإعلام القطري.. مؤامرات خارجية وتعتيم داخلي»، التي نضمها ملتقى «إعلاميون» العريق بمدينة الرياض، بمشاركة أربعة متحدثين من المتخصصين بالشأن القطري والرصد والمتابعة الإعلامية، إلى أن حكومة قطر بنت إمبراطورية إعلامية وجيشًا إلكترونيًّا لإثارة الفتن، وصب الزيت على النار لإحراق المنطقة بأكملها، وأنها كانت - ولا تزال - موطنًا للإرهابيين والمرتزقة من الإعلاميين لتنفيذ أجندتها الشريرة والمشبوهة في المنطقة.
وجزم المشاركون بأن قناة الجزيرة منصة للمنظمات الإرهابية ورموزها في كل المنطقة، وأنها نجحت في إيصال أموال الدعم من طرق عدة لهذه المنظمات، التي كان من بينها نظام دفع الفدية الذي تم في أكثر من دولة، وكان آخرها في العراق.
وألقى الأستاذ عبدالعزيز العيد رئيس ملتقى «إعلاميون» كلمة في افتتاح الندوة، أكد فيها أن إقامة الندوة أتت من منطلقات وطنية وعربية، ومحاولة مهنية جادة للمشاركة في كشف كذب الإعلام القطري وتاريخه الطويل مع الإرهاب ودعم الإرهابيين وإثارة الفتن.
ثم بدأت الندوة التي أدارها مؤسس «إعلاميون» وعضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين الأستاذ سعود الغربي بعرض للإعلامي السعودي الأستاذ عايد الشمري، وهو المتخصص في الشأن الإيراني، وعضو ملتقى إعلاميون، وكاتب رأي، وخبير الرصد الإعلامي، بعنوان: «قطر.. بعيون الراصد»، أكد خلاله أن الأدلة الموثقة كشفت عمل شبكة الجزيرة بمختلف قنواتها ولغاتها على تشويه صورة السعودية والإمارات والبحرين والدول العربية منذ عشرات السنين، وأن هناك سياسة متعمدة وممنهجة من شبكة قنوات الجزيرة لتشويه صورة المملكة في الغرب من خلال أسلوب (دس السم في العسل)، مدعية المهنية والحياد وهي «تكذب».وأضاف الكاتب السياسي الشمري بأن رصد الصحف القطرية أثبت أنها تدار بفكر حاقد على دول الخليج، سواء الصحف الرسمية أو الصحف التجارية التي أسستها الحكومة القطرية. مطالبًا بعدم حجبها ليرى الشعب الخليجي والشعوب العربية قذارة الصحافة القطرية، ومؤكدًا دعم قطر لقنوات الشرق ومكملين والحوار، وتمويلها بهدف زعزعة الأمن المصري بمشاركة تركية.
وعن تجنيد قطر الحسابات على تويتر والمشاهير، وانتحال شخصيات بهدف الإخلال بأمن الدول العربية، قال خبير الرصد الشمري: تتبعنا حسابات معروفة على أنها سعودية، وتثير قضايا تخص السعودية وشعبها، ووجدناها قطرية، أو تدار من أشخاص مدعومين من قطر. للأسف، قطر نجحت في احتضان مشاهير السوشيال ميديا لتنفيذ مشاريعها. وأكد أن كل صحفي حاقد على السعودية أو الدول الخليجية أصبح برعاية الإعلام القطري، وفُتحت له كل قنوات قطر الرسمية وصحفها الورقية والإلكترونية.
واتفق المتحدث الثاني في الندوة الأستاذ مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية رئيس تحرير صحيفة البلاد مع الكاتب الشمري بأن الإعلام القطري مبني على هدف واحد فقط، هو زعزعة الاستقرار والأمن الخليجي والعربي والعالمي من خلال تنفيذ أجندة وأهداف الحكومة القطرية،
وقال: الإعلام القطري يرتكز على المواضيع المثيرة للشعوب العربية معتمدًا على أسلوب وضع السم في العسل. مستدلاً بممارسات قناة الجزيرة.
وأضاف المردي: قناة الجزيرة أول من حرضت الشعب البحريني على نشر الفوضى في البحرين في محاولة منها لقلب النظام. وساهم النظام القطري في عام 2011 م عبر قناة الجزيرة في رعاية مظاهرات البحرين إعلاميًّا، وزيادة الاضطرابات. والتسجيل الذي بُث مؤخرًا يثبت تورط تنظيم الحمدين مع المعارضة البحرينية، ودعمها لخلق الفوضى.
وأكد رئيس جمعية الصحفيين البحرينية أن قناة الجزيرة منذ تأسيسها وهي على اتصال وتواصل مع أعضاء وقيادات القاعدة. وأبان: هذا يؤكد علاقة الحكومة القطرية مع هذا التنظيم الإرهابي، بينما تتغافل قنوات الجزيرة عن القضايا القطرية الداخلية وقضايا المعارضة الإيرانية.وتابع الأستاذ مؤنس: على الرغم من أن قطر كانت تلعب إعلاميًّا وحدها في الخارج باستراتيجية لـ 20 سنة لكن ما يصح إلا الصحيح؛ فقد تمكن إعلام الدول الأربع من تعريتها تمامًا خلال شهرين من المقاطعة؛ وأصبحت محل «استهزاء وتندر» الجمهور، ومنبوذة عند الشارع الخليجي والعربي.
وطالب رئيس تحرير جريدة البلاد البحرينية بمواصلة الجهد الإعلامي في فضح الممارسات القطرية السيئة، مشددًا على بناء المنصات الإعلامية الخارجية التي تعرِّف بالخليج العربي بصورته الصحيحة للغرب.
وتحدث ثالثًا في الندوة الأستاذ ضرار الفلاسي الإعلامي الإماراتي والكاتب السياسي مؤكدًا أن قطر الآن في رمقها الأخير، ونتائج المقاطعة بدأت تظهر للمشهد الخليجي، ومع استمرار المقاطعة إلى نهاية هذا العام ربما يتم سحب استضافة كأس العالم من قطر؛ وبالتالي ستنهار تمامًا. مستشهدًا بحديث تميم الأخير في إندونيسيا الذي يوضح أنه في كل يوم تنهار قطر أكثر وأكثر.
وفي جانب الإرهاب القطري قال الفلاسي: قطر تدفع الفدية في عدد من المرات بمليارات الدولارات بأساليب تخالف القانون الدولي؛ وذلك لتمويل المنظمات الإرهابية، وإيصال الأموال تحت هذا الغطاء «القذر». وقد انكشف الأمر في العراق أخيرًا بعد موضوع الراهبات وأطباء بلا حدود.
وأضاف: قطر تشتري الإعلاميين العالميين، ولها في كل صحيفة صحفي واحد على الأقل، ولها جيش إلكتروني يعمل حتى على تطبيق الواتس آب لزعزعة المجتمعات وتشويه الحكومات ونشر الفوضى بين الناس.
وطالب الأستاذ ضرار بخطاب إعلامي، يكون واعيًا أكثر، ويراعي لعبة الإعلام الخارجي، وأنه يجب تغيير طريقة خطابنا الإعلامي لكسب الرأي العام الأوروبي والغربي.
وتحدَّث في ختام المشاركات الأستاذ صبحي شبانة مدير مكتب مؤسسة روز اليوسف الصحفية المصرية بالسعودية معتبرًا أن الشعب القطري مخطوف من قِبل تنظيم الحمدين منذ سنوات عديدة، ولا يمكن أن ننسى تاريخ هذه العائلة، وكيف هي قائمة على الانقلابات.
وأكد شبانة أن حمد بن جاسم استطاع أن يجعل من قطر دولة وظيفية، شأنها شأن إسرائيل وإيران؛ وذلك لخدمة المشروع الغربي في المنطقة، وأن أحد أساليبها لذلك هو عمل قطر مع التنظيمات الإرهابية المختلفة في العالم.
وحول مهام الإعلام القطري، خاصة في شبكة الجزيرة التلفزيونية أو المواقع الإلكترونية، تعتبر فقط مشروعًا لتنفيذ الأهداف القطرية، وليس للعمل كقناة تلفزيونية طبيعية أو احترافية؛ فقد بنيت على أنها «إعلام يكذب»، ومزور لكل حقيقة.
واختتم شبانة حديثه قائلاً: قطر حشدت المعارضين لكل الدول العربية ،وأبرزتهم على الجزيرة لإحداث الفوضى على مستوى العالم العربي والإسلامي.
ثم فتحت المشاركات للحضور الكثيف، التي كان جزء منها تعليقات تسلط الضوء على تاريخ الإعلام القطري الأسود، وكيف نجح كإعلام يكذب ليصدقه البسطاء والمغرضون.
بعد ذلك فُتح النقاش مع الحضور. وفي الختام كرمت إدارة ملتقى «إعلاميون» الضيوف المشاركين بدروع تكريمية.