حميد بن عوض العنزي
لم تكن الأيام الثلاثة الماضية أياماً عادية في تاريخ الاقتصاد السعودي، لا من حيث الحدث ولا الأحداث والإنجازات, فقد شكل انطلاق أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار «نقطة تحول من حيث الحضور والنوعية وطريقة الطرح وجديته وبعده عن الجوانب التنظيرية المعتادة».
نستطيع أن نقول إننا بالفعل بدءنا رحلة تاريخية غير عادية من حيث قفزاتها المتوالية على كل الأصعدة لنعوض خلالها كل سنوات الركود، وستكون إشراقة التنمية والتطوير ساطعة في أنحاء البلاد.
الأمير محمد بن سلمان, بفكره وحكمته وإقدامه على الصعود دون توقف، لم يتجاوز أي معوق إلا ووجد له حلاً، ولم يترك أي احتمال إلا ووضع له حداً، كما لم يترك أي ضبابية إلا وأزال غشاوتها، كان صريحاً جداً وسمى الأشياء بمسمياتها، تحدث عن الصحوة بكل وضوح وإشار إلى أنه لن نستمر في محطتها التي جعلتنا نتأخر عن كثير من محطات التطور والتقدم بسبب أنواع من التشدد الذي أثر سلباً على كثير من مناح الحياة، ونحن بالفعل بحاجة إلى العودة إلى الإسلام الوسطي المتسامح.
لقد أصبحنا مع كل ظهور لسموه على موعد مع حدث أكبر وأعمق ومبهر يشع من خلاله الفرح في سماء الوطن، وهذا ما حدث خلال إعلان «نيوم» كأكبر منطقة خاصة في الشرق الأوسط بامتداد ثلاث دول، واعتباره نقطة ربط للمحاور الاقتصادية مما سيكون عامل جذاب لرؤوس الأموال والاستثمارات العالمية، ولأن أحد الممكنات الرئيسة لنجاح المشروع ليس فقط استقطاب المستثمرين العالميين، بل إشراكهم في تطوير المنطقة وتنميتها وبنائها من قبلهم ولمصلحتهم، وهو ما سوف ينعكس على حجم المنافسة والإقبال على «نيوم» الذي بالفعل كما قال الأمير محمد بن سلمان سيكون مشروع للحالمين.