بُني خذ هذا وضعه تحت وسادتك، ثم استلمه كارهاً دون أن يسأل، فهوى برأسه كعادته كل ليلة !
- أيها المدثر قم !
استيقظ متثاقلاً بين حلمٍ وأطياف واقع متوجساً خيفة
- مَنْ أنت ؟
- لا تخف! أنا وحي كلمتك، عملاقٌ بداخلك
- ماذا تريد مني؟ سأنفذّ في الحال
- حسناً أريدُ أن أتلبّسك فقط
بالكاد بلع ريقه، ثم أدار عينيه وفركها كثيراً
- ولماذا أنا ؟!
- لأنك بنفسين، نفث قارئ وخطيئة ساحر
- لكني إنسان يا سيدي الغريب !
- هذا قرارٌ من ملك الجن لا بد أن تنفّذ
امتطى صهوة خياله، ثم فكّر فقتل كيف قدّر
- خذ قلمي، وأوراقي، وكل ما في هذه القارورة دعني أكون إنساناً خالصاً، أتركوني أعيش بسلام !
أخذه بتلابيب قميصه وبدأ يقرأ عليه تعويذاته وهو يصرخ لا أرجوك لا ...
فزع من فراشه والمقص بيده يقْطر، نظر فأمعن التفكير ثم قال: شكرا جدتي
** **
- علي الزهراني (السعلي)