الجوف - محمد هليل الرويلي:
قبل أكثر من ستة عقود، وبمكان غير بعيد من منطقة الجوف عرضت السينما لأول مرة على موظفي شركة (التابلاين) وكان من بينهم بعض أبناء الصحراء من سكان المناطق الشمالية الممتدة من القيصومة شمالًا بمحاذاة الشريط الحدودي لمنطقة الحدود الشمالية مرورًا برفحاومدينة عرعر حتى نصل لأبعد نقطة في شمال المملكة (محافظة طريف) في السابق البرامج الثقافية التي وفرتها الشركة (التابلاين) لموظفيها من السينما والمسارح أوجد نقلة حضارية وثقافية جديدة عند أبناء الصحراء «البدو الأقحاح» فتعلموا الكثير من الحضارات الغربية الجديدة على مجتمعهم. اليوم بلدية أبو عجرم بمنطقة الجوف تفعل الشيء نفسه فأطلت السينما من هذه البلدة.
فالتاريخ يعيد نفسه لكن الأدوات اختلفت واختلف المؤدون، الزمان والمكان تغير. فالمؤدون اليوم هم شباب سعوديون محترفون في الفنون البصرية وهاوون للأعمال التلفزيونية وصناعة السينمائية تنافسوا بأكثر من ستين فيلما قصيرا على جوائز مسابقة «أبو عجرم « للأفلام السينمائية (عبر بمشهد) هؤلاء الشباب يريدون تناول قضايانا ومشاكلنا، لعلهم يستطيعون باحساس زوايا العدسة وحوارالسيناريو خلق مشهد ثقافي بسواعد سعودية تناسب واقعنا المحلي، نقلونا معهم من شوارع البلد وإنجازات البلديات إلى بطولات رجال الأمن وجنود الحد الجنوبي ثم جالوا بنا وسط الرحلات البرية وأفلام البيئة والمحافظة على الممتلكات العامة عبر عروضٍ سنمائية أو» أفلام الجوال». واستضافت الندوة المصاحبة الشيخ عادل الكلباني للوقوف على الهادف منها, وكذلك الدكتور عيد اليحيى ليكون شاهدًا على هذا التحول الذي يطل من نافذة شمالية وهو الذي عرف باهتمامه بالتراث والمواقع الأثرية.
التقى هؤلاء الشباب ببعضهم من كافة مناطق المملكة العربية السعودية في هذه البلدة الشمالية، وحضروا دورات في كتابة السيناريو والتصوير السينمائي ومونتاج الفيديو ثم بثوا وسط موجات من الإعجاب والتصفيق ما حملته أفكارهم وسط قاعة عرض سنمائيةهي الأولى من نوعها في المنطقة, هذا ما يريده مهندسها الشاب مشعل الحسن رئيس بلدية «أبو عجرم» الذي حمل على عاتقه نهضة المنطقة ثقافيا وفكريا وفنيا, فاستقطب الشباب الواعد إليها وكان هذا الحدث الرائد.