ياسر صالح البهيجان
دعم الحكومة القطريّة وإيواؤها للتنظيمات المتطرفة دخلت فصلاً جديدًا، بعد أن بدأت تتكشّف أدوار أخرى خفيّة للدوحة في مناطق متفرّقة من العالم، ما يؤكد استحالة تواطؤ الجميع على اتهام قطر دون وثائق وأدلة واضحة تدينها، وتثبت تورطها في أعمال عنف راح ضحيتها آلاف الأرواح البشريّة، ليس في المنطقة العربية فحسب، بل أيضًا في عديد من الدول الغربية.
مع اندلاع الأزمة بين الدول الخليجية ومصر من جانب، وقطر من جانب آخر، اتجهت أذرع الدوحة الإعلاميّة إلى إعادة ترويج اتهام السعوديّة بالضلوع خلف هجمات الحادي عشر من سبتمبر في محاولة يائسة للهروب إلى الأمام، والتحايل على الرأي العام الإقليمي والدولي، والتماهي مع ما يُطرح في الإعلام الإيراني، حتى لا تكاد تفرّق بين النهجين إلا بالنظر إلى شعار القناة الناقلة، لكن الوثائق السريّة والمعلنة على حد سواء كانت كفيلة بالرد على تلك الاتهامات، وتحديدًا ما قاله ريتشارد كلارك رئيس لجنة مكافحة الإرهاب خلال فترة رئاسة بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش.
المسؤول الأمريكي السابق قال في مقال نشرته صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» الأمريكية قبل فترة إن «أحد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية، هو العقل المدبر لهجمات11 سبتمبر/أيلول، خالد شيخ محمد». وتابع القول «الحقيقة الواضحة أن قطر وفرت فعليا ملاذا لقادة وجماعات إرهابية، وهذا الأمر ليس جديدا بل هو مستمر منذ20 عاما، ولدى القطريين تعاطف تاريخي مع الإرهابيين، وأحد الوزراء وهو فرد من العائلة الحاكمة، له علاقات قوية بتنظيمات القاعدة وهو من كان يرعى ويحمي خالد شيخ محمد».
تصريح كلارك يتطابق تمامًا مع مواقف حكومات السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ويؤكّد بأن مقاطعة قطر كانت صائبة، وبناءً على تقارير استخباراتيّة دقيقة كشفت تناقض الدوحة بين ما تظهره علنًا بأنها ضمن منظومة الدول المحاربة للإرهاب، وبين ما تقترفه سرًا من جرم دعم وتمويل وإيواء الجماعات الإرهابيّة، فضلاً عن إشارته المباشرة بضلوع الحكومة القطرية خلف تفجيرات11 سبتمبر، ليبرهن كذلك على حجم السقوط المهني المريع للإعلام المدعوم من قطر، والذي يحاول ممارسة أكاذيب إعلاميّة لرمي التهمة على دول الجوار ظنًا منه بأن اللعبة السخيفة ستنطلي على الشعوب الواعية والتي لم تعد تثق بما يُطرح على شاشاتها.
ولا تزال الأيام حبلى بكشف مزيد من التورط القطري في مستنقع التطرف والإرهاب، وما ظهر حتى اللحظة غيض من فيض، سياسة عدائية تفننت في خرق المعاهدات والمواثيق الدولية، لكنها بلا ريب ستقع أخيرًا في شر أعمالها.