علي الخزيم
الأحرف الإنجليزية أعلاه هي اختصار لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، الذي حصل مؤخراً على درجة التفوق المؤهلة لتجديد اعتماده من (JCI)، وهذه تعني: اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية، وذلك امتداداً لاعتماد المستشفى منذ 2001 من اللجنة ذاتها ولمدة ثلاث سنوات قادمة، ويأتي هذا الاعتماد نتيجة لالتزام المستشفى الصارم بتطبيق المعايير الصحية الدولية لتقديم الخدمات الصحية لمرضى العيون بمختلف تخصصاته وأقسامه، كما أنه من أوائل المستشفيات بالمنطقة التي حصلت على هذا التقييم الدولي من العام 2001، مما يُعَدُّ تتويجاً للجهود التي يبذلها الرئيس التنفيذي للمستشفى وطواقمه الطبية المتمكنة وكوادره الإدارية المخلصة لتحقيق سلامة وخدمة المرضي.
لماذا الحديث هنا عن تفوق هذه المستشفى مع أنّ لها مثيلات ببلادنا العامرة تحصل على ذات التقدير والتميز، في ظل الإمكانات التي تيسرها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للقطاع الصحي، كغيره من الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم؟! والإجابة أقرب من مسافة النظر لهذه الحروف، فالنظر عندي وما شابه من كدر وشيء من الاعتلال مؤخراً؛ هو ما جعلني أتعرف على ضخامة العمل وحجم الإنجازات، ومدى الإخلاص والتفاني لدى كافة العاملين بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون؛ من أكبر قامة هناك إلى من هو دون ذلك وكلهم يكملون بعضهم البعض عملاً دؤوباً مُخلصاً، بشهادة اللجنة آنفة الذكر، وعني كمجرب أدلي بشهادتي بتجرد، وإن لم أكن متجرداً من الميل؛ فكيف يُفَسَّر هذا الإقبال على خدمات المستشفى من كل البلاد والأقطار، والحديث الذي يُسمع على قنوات التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى، حين يظهر من يُعبِّر عن أنه إنما شفي من مقدمات العمى بفضل جهود وخدمات هذه المستشفى، ويدعو لهم بالخير وبمزيد من التقدم.
ولتعرف سر تفوق هذا المستشفى ذائع الصيت، عليك أن تتعرف على أبرز معايير إتقان الخدمة بكل فروعها التي تقرها اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية، وهي: سهولة الخدمة واستمراريتها، حقوق المريض وأُسرته، خدمات التخدير والجراحة، إدارة المعلوماتية والاتصال، تثقيف المريض وأُسرته، الجودة وسلامة المرضى، القيادة والتوجيه والإدارة، إدارة المنشآت الصحية وضمان السلامة فيها، مؤهلات وتعليم مزوِّدي الخدمات، تقييم حالة المريض، رعاية المريض، العلاج بالأدوية واستخدامه، الوقاية من العدوى ومكافحتها.
كما يلزم التنويه إلى أن كثيراً من المستشفيات لا تستطيع اجتياز كل هذه المعايير الدولية بنجاح، وهو ما يدعو منشأة صحية رائدة كمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، لأن تباهي (وهي مُحِقَّة) بكل من يعمل داخل منظومتها الطبية والإدارية، وإذا أردت قياس مدى إخلاص وتَفَهُّم الطواقم الإدارية لعملهم وحيويتهم بالتفاعل مع المرضى والمراجعين؛ عليك أن تلتمس ذلك بإدارة المراسم والعلاقات والإعلام، فهنا أقف احتراماً لكافة الشباب العاملين من الجنسين هناك، فهم يقدمون نموذجاً راقياً مشرفاً، إما الشأن الطبي العلاجي فإني أقيسه بما لمسته من تحسن حتى الآن في حالتي أرجو أن يستمر، كما أرجو لجميع العاملين بهذه المنشأة المرموقة مزيداً من التقدم والرقي (يستاهلون).