هالة الناصر
لي علاقة وطيدة بالرياضة لايعرفها إلا قلة، كوني نشأت في بيت رياضي بحت، لا حديث فيه يعلو فوق الحديث عن الرياضة، لذلك كانت أول ثقافة اكتسبتها هي المعرفة بكرة القدم لسبب بسيط وهو أن أبي أطال الله في عمره كان نجما في ناد سعودي مشهور وأحد نجوم المنتخب السعودي، وكنت منذ طفولتي أسمع أحاديثه مع زملائه واختزن في عقلي الطفولي معلومات رياضية لم تسمع بها أي طفلة أخرى لم تعش الظروف التي عشتها، كان لأبي أهمية قصوى في ناديه وبالذات عندما تتعلق الأمور بالمواجهة مع نادي النصر الذي أشجعه، القدر ساقني لتشجيع النادي الذي يعرف بين الأندية المنافسة للنادي الذي ينتمي له أبي، تعلقت بتشجيع النصر، وكنت منذ صغري أواجه سؤالا لا أعرف له جوابا وهو كيف أقوم بتشجيع نادي النصر وأبي نجم من نجوم ناد منافس، وكان كل من يطرح هذا السؤال يمرره كنوع من أنواع العقوق، ورغم أني لم ألمح ذلك في تعامل أبي ومشاعره تجاهي إلا أني كنت أفكر كثيرا بما يقال إن تشجيعي لنادي النصر هو عقوق بوالدي، تحضر أبي وتفهمه خفف عني هذا الشعور المربك، بل على العكس تعلمت منه بأن اختلاف ميولنا يساعد في تقاربنا لا تنافرنا كونه يفهم نفسية مشجعي الأندية، قدر نادي الهلال وهو منافس لنادي أبي أيضاً هو أن تتكتل كل جماهير الأندية ضده مثله مثل الأندية العالمية التي تسيطر على أغلب البطولات، تجعل جماهير كرة القدم من الأندية الأخرى تقف في صف واحد ضدها، وبالمناسبة فكل ما يفعله جمهور نادي النصر مثلاً ضد نادي الهلال هو طبيعي وتفعله كل جماهير أندية الديربي في العالم كله، ليس للوطن علاقة في تمني المشجع النصراوي هزيمة الهلال في بطولة آسيا، وجدول المباريات للأندية على البطولات القارية يوضع وفيه احتمال أن يتقابل ناديان من دولة واحدة، فهل يعقل أن يراد منه ضرب الوطنية في تلك الدولة؟! طبعا الجواب بالتأكيد لا، بطولات الأندية توضع على أنها بطولات نوادي لا علاقة للوطنية بها، وتناول هذا الأمر على أنه ضد الوطنية وتضخيمه سيثير بلبلة لا داعي لها، لأنه مطالبة للمشجع بأن يكون على غير طبيعته ويشجع ناديا منافسا لناديه في بلده، لا تهولوا الأمور فهذه طبيعة كرة القدم!