خالد بن حمد المالك
أن يجتمع في الرياض أكثر من 2500 من الشخصيات العالمية الرائدة والمؤثرة في عالم المال والأعمال، ومن أكثر من 60 دولة حول العالم، يحفزهم على المشاركة والحضور إلى الرياض رغبتهم في الاستحواذ على فرص استثمارية في المملكة، ويشجعهم على ذلك أن ولي العهد سيكون بنفسه من بين المتحدثين في مبادرة مستقبل الاستثمار خلال مناقشة الفرص والتحديات التي ستشكِّل وجه الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية على مدى العقود المقبلة، إضافة إلى مشاهدة معرض للمشاريع العملاقة المستقبلية التي تُعدُّ جزءًا أساسيًّا من رؤية المملكة 2030، بما يجلي الصورة أمام الأجانب المستثمرين عن التوجُّه نحو ما سُمي «وجهة المستقبل» بإطلاق مشروع «نيوم» الذي سيركز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة، تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية.. أن يجتمع هؤلاء بهذا العدد، وبمستوى هذا التمثيل، فهذا تجاوب عالمي مبكر مع برامج وخطط ومبادرات المملكة الاستثمارية.
* *
الأمير الشاب أطلق أمام هذا الجمع النخبوي العالمي مشروع «نيوم»، الذي يستهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي. والمشروع سيتم دعمه بأكثر من 500 مليار دولار؛ وبذلك فهو مشروع عملاق، لكنه لن يكون - كما صرَّح الأمير - مكانًا لأي مستثمر أو شركة تقليدية. وجاء هذا الكلام المهم في اليوم الأول من خلال جلسة (نبض التغيير). وقد تركز حديث ولي العهد على مشروع «نيوم». وكان للأمير على هامش الحديث عن المشروع حديث مصارحة حول قضايا جانبية، لكنها مهمة جدًّا، أوضح من خلالها التوجُّه نحو التغيير، والتصدي لكل الأعمال والأفكار والممارسات والقناعات التي يمكن أن تعيق هذا الحراك الذي تشهده المملكة في عهد الملك سلمان بقيادة مهندس التجديد محمد بن سلمان.
* *
وقال ولي العهد: أنا واحد من عشرين مليونًا - يقصد عدد سكان المملكة - هم يحفزونني، وهم يدفعونني إلى الأمام. وإن 70 % منهم هم قوام الشباب في المجتمع، وهم الذين سيحققون الحلم إلى جانب قيادتهم؛ فالشعب السعودي - يقول الأمير - يملك الكثير من المبادئ والقيم العظيمة، وهم يقفون وراء تطور المملكة وتقدمها. ويضيف إلى ذلك: لا نريد أن نرى أنفسنا بعد 15 سنة وقد فوَّتنا أيًّا من الفرص؛ فنحن نريد حياة تترجم ديننا السمح. ولدينا اليوم فرص تكاد تكون خيالية، ولا نريد العمل إلا مع الحالمين. فالمشروع ليس مكانًا لأي مستثمر أو شركة تقليدية.
* *
موقع «نيوم» متميز بين ثلاث قارات، وتمر عبره قرابة 10% من حركة التجارة العالمية، و70% من سكان العالم يمكن أن يصلوا إليه خلال ثماني ساعات كحد أقصى. يقول سموه في جلسة «نبض التغيير»: إرادة شعبنا وعزيمته الجبارة وما يتميز به من دهاء كانت وراء وصول المملكة لآفاق جديدة. وهذا المشروع - بنظرنا - يؤكد ما أشار إليه الأمير عن دور المواطن في كل النجاحات التي تحققت في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد.
* *
من الطبيعي أن يكون مشروع «نيوم» حديث العالم؛ ففي مثل هذه الظروف التي يمر بها اقتصاد العالم لا يُتوقَّع إطلاق مشروع بـ500 مليار دولار كمشروع «نيوم» للاستثمار دون وجود حاجة له، لكن - كما يقال - إذا عُرف السبب بطل العجب؛ فالمشروع يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030 بتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال استجلاب سلاسل القمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع «نيوم»، كما أشار إلى ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
* *
مشروع «نيوم» - إذًا - بتفاصيل أكثر سوف يركز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة، تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية - والكلام لا يزال للأمير - هي: مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم والتقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة. أي أننا بهذا المشروع أمام فرصة لتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي، كما أُعلن عن ذلك خلال هذا التجمع الاقتصادي والمالي المهم.
- يتبع -