علي عبدالله المفضي
مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي لا تكاد ساعات اليوم الواحد كاملة تغطية متابعتها مع ما تقوم به من سباق محموم على التنافس في ما بينها والتنوع في الطرح وتناول كل جوانب الحياة وتسخير آخر ما توصلت إليه التقنية لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، مع كل ذلك ماذا بقي للشعر في خارطة يوم الشاعر ليكتب ويبدع مما جعله يتماشى اضطرارا مع ما حوله ويتحول من شاعر القصيدة (كاملة الدسم) إلى شاعر الكبسولة من خلال مقطع لا يتجاوز البيتين هو عبارة عن (تغريدة) قد لا يتجاوز عمرها أمام عين المتابع لأكثر من دقائق معدودة.
ومشكلة هذا النوع من التعاطي مع الشعر ليست سهلة كما يتوقع البعض، إذ يحتاج هذا المقطع القصير إلى جهد غير عادي يختزل ويكثف الشاعر من خلاله قصيدة مع أن القصيدة نفسها اختزال لشرح فكرة قد لا يستوعبها كتاب كامل لو كُتبت نثرا، ثم هل يستطيع الشاعر مهما بلغت قدرته أن يكتب في اليوم الواحد عددا من التغريدات المتميزة التي تُحسب له لا عليه.
وقفة لـ«راشد الخلاوي»:
شعر يموت وصاحبه حي ما فنى
وشعر يعيش بحد ما عاش صاحبه