فيصل خالد الخديدي
تعد أمانات وبلديات المناطق والمحافظات الجهة الأولى المعنية بتخطيط وجمالية المدن والمحافظات، وتتباين في اهتمامها بالدور المجتمعي والثقافي بين عمق الطرح وتنوع في البرامج والشراكات، وبين الأداء بالحد الأدنى من الاهتمام بمهامها وبعض المبادرات والخدمة المجتمعية التي تأتي على استحياء، وبين هذه وتلك تبرز أدوار ريادية من بعض الأمانات التي أبرزت جماليات المدن فجعلت منها متحفاً مفتوحاً منذ سنوات بمجسمات ميدانية وقطع فنية ذات قيم جمالية عالية كما في مدينة جدة، فمهما تعاقب الإدارات على هذه الأمانة إلا أن الجمال أصبح من بنية المدينة الأساسية وسمتها الرئيسية وليس أمراً طارئاً أو حدث ينتهي بانتهاء الفعالية وحتى الفعاليات والمهرجانات بها تأتي لاكتمال جمال على جمال، وفي بعض الأمانات بادرت بإنشاء إدارة ثقافية في جهزها الإداري تهتم بالبرامج الثقافية والفنية وتقدم فعاليات مستمرة في المناسبات الوطنية والأعياد والإجازات وعلى مدار العام في تنوع بين شوارع للفن وعروض مسرحية ومراسم حرة وفعاليات متنوعة سواء بمبادرة من قبل الأمانة أو من خلال شراكات مع الجهات الحكومية الأخرى مثل هيئة السياحة أو هيئة الترفيه ووزارة الثقافة والإعلام ولعل قصب السبق في ذلك لأمانة منطقة الرياض التي تبادر من سنوات في حراك ثقافي مواز لدور الأمانة في مهامها الأساسية وتبعها في ذلك بعض الأمانات مثل أبها وغيرها.
كثيرة هي جهود الأمانات ومتباينة في تبني الجمال ودعمه سواء من خلال معارض تدعم أو ورش تُقام أو جداريات ترسم أو مجسمات تنصب، ولعل من المبادرات الجميلة التي تسعى لمحاولة تحويل الممارسة السلبية من تشويه لجدران ومرافق المدينة بالرسومات والكتابات العشوائية إلى فعل جمالي إيجابي وذلك من خلال تبني مشروع الفن الجرافيتي وفن الشارع وتحويل الرسومات التي تشوّه المدينة من بعض الشباب من فعل عشوائي وتشويهي للمدينة إلى فعل جمالي مدروس تحت إشراف لجنة وبشراكة بين الأمانة والجهة الفنية المختصة، وتخصيص مقرات ودعم من الأمانة للفنانين الشباب لجعل إبداعهم سمة جمالية بالمدينة تضيف جمالاً على جمال وذلك ما حدث بين أمانة الطائف وجمعية الثقافة والفنون بها لدعم فناني المنطقة وتسطير جمال إبداعهم في مدينتهم.