ميسون أبو بكر
نباهة سمو الأمير محمد بن سلمان مهندس المستقبل صححت للرجل الياباني ماسايوشي سون رئيس مجموعة سوفتبنك الذي وصف (نيوم) بأنه مكة ثانية، الرجل الذي أبهرته مكة المكرمة ومدى التوسعة الكبيرة فيها واستخدام أحدث التقنيات العالمية لتسخيرها لحجاج بيت الله، مكة التي جعلت من المملكة قبلة للمسلمين في كل أنحاء العالم ودهشة للمتابعين موسم الحج والعمرة هي في ذهن الرجل نموذج لإبداع يشار له بالبنان.
مشروع نيوم القادم الذي أطلقه سمو ولي العهد الثلاثاء الماضي في مبادرة مستقبل الاستثمار هو الوجهة الحياتية الجديدة الذي تابعه العالم عبر نقل حي ومباشر لفعاليات المبادرة ولقاء الأمير، وهو نبض التغيير الحقيقي الذي يعد نقطة جذب جديدة يرتقي بالمملكة الى موقع ريادي حول العالم من الناحية الاقتصادية والتقنية والمعرفية، حيث يجذب المستثمرين للمملكة وكذلك يعيد رؤوس الأموال السعودية المهاجرة للاستثمار في الداخل.
المشروع الذي يبنى من الصفر سيكون محورا يربط القارات الثلاث ومصدرا لتوفير آلاف الوظائف للشباب السعودي الذين هم أمل هذه البلاد والذين افتخر بهم سمو الأمير في أكثر من موقع في حواره، كذلك هو مشروع يقوم على التقنية ويفتح الباب على مصرعيه لأصحاب الإبداع والأحلام الكبيرة والعقول النيرة يتجلى ذلك في عبارة سمو الأمير «لا أريد مستثمرين تقليديين، إنما مستثمرين حالمين».
المشروع يؤكد تجاوب الاقتصاد السعودي مع الاقتصاد العالمي لعمل تنمية مستدامة تستثمر في الإنسان وتجذب شرائح كبيرة من الخريجين أصحاب الرؤى الخلاقة فهو يشير إلى رؤية البلاد ويدلل على العزم والتصميم لتحقيقها.
استغلال طاقات المكان والإنسان لهذه البلاد هو ركيزة من ركائز هذا الحلم القادم الذي يقفز من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي إلى الاعتماد على مصادر أخرى للطاقة المكان غني بها كالشمس والرياح.
حسب رؤية ولي العهد المهندس الحقيقي للمشروع سيكون المكان بمثابة أعجوبة للعصر، سيكون هناك مثيل لجدار الصين العظيم لكن من ألواح للطاقة الشمسية، وستبدد وحشة الصحراء وقسوتها مشاريع قائمة تشير لدهاء وعظمة إنسان الصحراء الذي تعلم منها الصبر والجلد.
المشروع الذي ينقل الحياة البشرية لشكل مختلف يعد بالكثير، ويقوم على لوائح وتشريعات حرة ميسرة بعيدة عن التعقيدات وقساوة بعض القوانين الموضوعة لتكون المنطقة منطقة حرة سهلة التنفيذ والتعايش ومثال للحياة القادمة.
كان حلم الوصول للقمر مستحيلا وهو اليوم واقع، وحلم التقنية بكل ما حملته هو واقع نمارسه، ونيوم هو الحلم القريب القادم ببصمة سعودية.