د.محمد بن عبدالرحمن البشر
لم يعد خفيا على الكثير في العالم أجمع أن المملكة أصبحت محطة الاستثمار الأولى في المنطقة العربية، بل ومن المحطات الأكثر جذباَ على المستوى العالمي، ولا شك أن ذلك لم يأت إلا بعد بذل جهود فائقة واستثنائية في فتره قصيرة من الزمن، كان فيها الكثير من إعادة الهيكلة الإدارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
اليوم أصبحت القوانين والمتطلبات الإدارية والمالية واضحه، كما أن الإعفاءات للمستثمرين معلومة، ولم يعد لدى المستثمر إلاً المقارنة بين بيئات الاستثمار في العالم، والتي أضحت المملكة فيه من أكثر البلدان جذباً، ناهيك عن الاستقرار السياسي والسلام الذي تعيشه المملكة.
لكننا نعلم أن المستثمر يتلمس الفرص في جميع أنحاء العالم لعله يجد فرصه أكثر ربحاً، واستدامة، ولا شك أن كثيرا من المستثمرين يعلمون يقيناً أن المملكة إحدى أهم دول العالم بيئة مناسبة للاستثمار في الوقت الحاضر، لكونها تتمتع بسمعة مميزة في هذا المجال والمجالات الأخرى.
في هذا الأسبوع وفد إلى المملكة عدد كبير جداً من القيادات الاستثمارية في العالم يقرب من ثلاثة آلاف، ولم يكن لهذا العدد أن يقدم إلى المملكة لولا تأكدهم أن المملكة هي الأكثر بيئة مناسبة للاستثمار، وهم في الحقيقة يتسابقون على اقتناص الفرص قبل فوات الأوان .
لقد أقام الصندوق السعودي للاستثمار تجمعاً كبيراً لا نظير له لرجال الأعمال، والذي قد لا يعلمه الكثير من الناس أن عدداً غير قليل من رجال الأعمال في العالم كانوا يأملون المشاركة، ويحاولون بشتى الطرق لكن العدد كان محدداً، ولو كان بالإمكان استيعاب عدد أكبر لوصل العدد الى رقم لا يمكن تصوره، وهذه الحقيقة تدل على أنه لو أقيم منتدى آخر لشارك عدد أكثر بكثير، ولتسابق الناس على حضوره، كما أنهم يقدمون ليشاركوا بصورة فعلية في الاستثمار.
المملكة تسير قدماً للانتقال إلى مرحلة جديدة بشكل تام، فهي تطمح وتعمل أن تكون رائده في كثير من المجالات ومن ضمنها المجال الاقتصادي والاستثماري، وهي تسير بثقة تامة، وبخطوات مدروسة، لقد كان نجاح ذلك المنتدى الكبير متجسداً في مشاركة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وهو النجم الساطع على المستوى العالمي الذي يضع اساس حقبة جديدة للمملكة العربية السعودية، وقد كانت مساهمة سموه حفظه الله كبيرة وفعالة، وقد طرح مشروعاً من أكبر المشاريع على المستوى العالمي لإيجاد مدينة إنتاج وترفيه بمفهوم جديد تمثل أحدث إنتاج التقنية المتاحة، وسيكلف هذا المشروع أكثر من نصف ترليون دولار، أي ما يقارب نحو ترليوني ريال سوف تساهم في الاقتصاد السعودي بعد اكتمالها بما يمثل سبعين مليار دولار، أو ما يقارب ربع ترليون ريال، ووجودها سوف يشكل نسبة مهمة من الإنتاج الوطني للدولة . كما أنه سيوفر فرص توظيف كبيرة لعدد كثير من أبناء الوطن، وهذا ما يضعه ولي العهد حفظه الله بين ناظريه.
يعرف الكثير أن المشاريع العملاقة تحتاج إلى قيادة كفؤه، وقادرة، وحازمة، وجريئة بعد التحميص والدراسة، وهي أيضاً تحتاج إلى رؤية ثاقبة بعيدة المدى، وهذا ما تجسد في رؤية 2030، التي وضعها سموه حفظه الله، وأصبح المجتمع يرى معالمها ظاهرة للعيان، ويقطف بعضاً من ثمارها المتوالية.
أن هذه المشاريع العملاقة لبنة من لبنات تمت، وأخرى كثيرة وكبيرة قادمة، تصب جميعها في صالح الوطن والمواطن، حفظ الله المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأدام على هذه البلاد أمنها واستقرارها.