علي الصحن
يلعب الهلال والنصر اليوم في الدوري السعودي على ذكرى لقائهما الشهير في ختام دوري الموسم الماضي والذي كسبه الهلال بخمسة أهداف لهدف، ويلعب الفريقان اليوم وهما ينافسان على مراكز الصدارة في الدوري، فلا يفرق بينهما سوى ثلاث نقاط لمصلحة الهلال (الذي لعب مباراة أقل من منافسه) وفوز الهلال يعني أنه يوسع الفارق، ويريح الفريق ويمنحه دفعة معنوية مهمة، وفي توقيت مناسب حيث يستعد لنهائي دوري أبطال آسيا.
من جانبه يجد الأصفر في سبيل تحقيق فوز مهم على جاره يمنحه رضا جمهوره، ويكسب به خطوات إضافية في سباق المنافسة على اللقب.
لقاء اليوم بين الجارين مثله مثل أي ديربي يصعب أن ترجح فيه كفة فريق على فريق وإن مالت الظروف الفنية لطرف دون الآخر، فثمة جزئيات صغيرة وأخطاء مؤثرة قد تقلب الموازين، وتسهم في غلبة فريق دون آخر، في المباريات الأخيرة للفريقين، وظروفها داخل وخارج الملعب يمكن القول ان الهلال هو الأفضل والأكثر استقراراً، لكن هذا لا يكفي للقول بسهولة مهمته وصعوبة مهمة النصر، في مثل هذه اللقاءات يريد كل لاعب إثبات تواجده والتغلب على كل شيء لكسب رضا المدرج .. وفي النهاية يكسب المتابع مباراة ذات قيمة فنية عالية، وهو شأن مباريات الهلال والنصر في الغالب.
الحكم الأجنبي يطور
الصافرة السعودية
وضعت الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم الكرة في مرمى الأندية مع إعلان فتح باب استقدام الحكام الأجانب في المنافسات المحلية، وعدم وضع سقف محدد لذلك، فمن خلال قراءة سريعة للمشهد الرياضي وأحاديث القائمين على الأندية ومحبيها يدرك الجميع أن الصافرة ظلت دائماً هي شماعة الإخفاق الأولى - هذا مع التسليم بوجود أخطاء مؤثرة غير مبررة في عدد من المناسبات - وأن مسئولي الأندية لم ينفكوا عن تعليق أخطائهم وسوء قراراتهم واختياراتهم بقرارات الحكام أياً كانت هذه القرارات، وفي الغالب فإن المشجع ينساق خلف هذه التبريرات ويروج لها، لأن عاطفته ترفض أن يعترف بقوة المنافس واستحقاق الخسارة، ويساعد في ذلك وجود بعض محللي التحكيم الذي يضخون التعصب والأمية في القانون من خلال تحليلاتهم المكبلة بالتعصب، والبحث عن الإثارة، دون النظر إلى المنطق والحق وما ينفع الناس.
للوهلة الأولى يظن المتابع أن القرار فيه إجحاف بالحكم المحلي، وحجب الفرصة عنه في المنافسات الكبرى، غير أن الواقع يقول غير ذلك، فبداية تم الإعلان مؤخراً عدة قرارات داعمة للحكم السعودي، وتسهم في تطويره ورفع كفاءته، ومن ضمنها : (تشكيل لجنة لوضع حلول لمشكلة تراكم مكافات الحكام - مضاعفة مكافات الحكام المشاركين في مباريات الدوري، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس ولي العهد)، وهذه قرارات محفزة بكل تأكيد للحكم السعودي، وتجعله يعمل على تطوير نفسه ورفع كفاءته حتى يحصل على الفرصة ويقنع الجميع بما لديه.
كما أن القرار يعني تحرير الحكم السعودي من الضغوط، وجعله يعمل بهدوء، ولا شك أن الصافرة الأجنبية في النهاية ستكشف الواقع الحقيقي لكل فريق، ويومها لن يجد القائمون عليه ما يعلقون عليه أخطاءهم وستتجلى الحقيقة للمدرج.
المأمول هنا خاصة في ظل التوقعات بأن تنصرف الأندية لطلب حكام أجانب في معظم مبارياتها، أن يعمل اتحاد الكرة ولجنة التحكيم على وضع الخطط والآليات المناسبة لتطوير الصافرة السعودية، ومعالجة أخطائها، وجعلها قادرة على انتزاع قناعة الجميع.
بقي الآن الإشارة إلى أهمية اختيار الحكام الأجانب المميزين، الذين يضيفون للمنافسات المحلية، ويستطيعون خلق تأثير إيجابي على الحكم السعودي، ويسهمون في إفادته وقدرته على تجاوز أخطائه، كما لابد من تقديم التحية لهيئة الرياضة على قراراها بالتكفل بتكاليف الحكام الأجانب طوال الموسم، مما يرفع الحرج عن الأندية التي تعاني من مشاكل مادية كشفتها القوائم المالية المعلنة أخيراً، ويجعل الكرة في مرماها فعلاً.