سعد الدوسري
وأخيراً، تحولت الهيئة العامة للثقافة، من مجرد حلم داخل ملف مرفوع لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إلى حقيقة. وسيكون على الرئيس التنفيذي الجديد للهيئة، المهندس أحمد المزيد، رسم آليات تنفيذ هذا الحلم.
معروف أن المهندسين معنيون بالصناعة، والثقافة هي واحدة من أهم الصناعات الإبداعية، وستكون محظوظة جداً، إن تولى أمرها مهندسٌ يعي إمكانية الاستثمار الحقيقي فيها. وحين أقول استثمار، فإنني أقصد الاستثمار الفكري والاقتصادي، وهما شقّان يظن البعض أنهما لا يتحققان أبداً للثقافة. وهذا الظن غير صحيح، فضمن الثقافة، هناك صناعات متنوعة يمكن من خلالها الاستثمار الاقتصادي، كالمسرح والسينما ومعارض الكتب والموسيقى والمتاحف. وهناك دول تعتمد في اقتصادياتها على هذه الصناعات، التي لا تدر المال فقط، بل تبني ثقافة حداثية متجددة، لدى الأجيال الشابة.
إن تجاربنا في مجال المسرح أو السينما، على سبيل المثال، تؤهلنا لبدء مشوار الألف ميل في مجال الصناعة الاحترافية، خاصة مع الانفتاح الجديد على برامج الترفيه، والتي كان الكثيرون يتصورون أنها لن تتحقق، أو أنها ستفشل بمجرد أن تبدأ، لكن ذلك لم يحدث، بل على العكس، مما سيعطي صناعة مسرح الأطفال، أو مسرح الكبار، أو السينما، بيئةً خصبة للاستثمار، لن تقل بأي حال من الأحوال، عن البيئة المتاحة في دول الخليج.